من آثار التضخم ارتفاع نسبة البطالة
من آثار التضخم ارتفاع نسبة البطالة، هو تهميش العملة المحلية نتيجة لازدياد معدلات التضخم الحاصلة ما يتسبب فى ازياد معدل البطالة وقلة التوظيف، تابع قطوف.
![]() |
من آثار التضخم ارتفاع نسبة البطالة |
ونتيجة لتلك العوامل لا تستطيع الحكومات السيطرة على معدلات التضخم الكبيرة نتيجة لتأثرها بعوامل أخرى خارجية أو ربما داخلية كلاضطرابات والاحتجاجات، ما يفقد السيطرة على التضخم أو كبح جماح الركود.
من الآثار الاقتصادية للبطالة
مقولة صحيحة أم لا؟ وهل القادم أسوأ أم أنه خوف محفوف بالحذر؟، لا أحد ينكر الدور الكبير للصراعات الناشئة بين القوى الكبرى حول الأطماع الاستعمارية على تقاسم الثروات والفوز بها، ومنذ القرون الوسطى وحتى الأن فقد نشأ صراع غربى بدأ من القارة العجوز (أوروبا) على السباق الى دول العالم الثالث، سعيا لنهب الثروات والسيطرة على العالم.
سيطر ذلك الصديق العدو (الدولار) dolar على حياة البشر لدرجة أنه لا حديث اليوم يخلو عن الدولار وسعر الدولار اليوم، اذن فلماذا سيطر ذلك الصديق العدو على عقول وقلوب الناس فى الفترة الأخيرة؟.
لماذا تقوم معظم العملات بالدولار dolar؟
الدولار هو العملة الرسمية فى الولايات المتحدة الأمريكية ذلك البلد والذى يعد الأكبر والأقوى والأضخم فى العالم، اذن فأين تكمن قوة الولايات المتحدة الأمريكية؟.
الولايات المتحدة تعد شبه قارة بمفردها نظرا لسيطرتها على مساحات شاسعة من الأرض، شأنها فى ذلك شأن كندا، روسيا تلك الدول والتى تعد الأكبر فى العالم من حيث المساحة.
وبالرغم من تقارب دول مثل كندا وروسيا من مساحة الولايات المتحدة بل وتتعدى مساحتها أكثر بكثير، الا أن تفوق الولايات المتحدة قد تجلى أكثر بمراحل كبيرة، ان قوة الدول وسر نهضتها يعتمد على عوامل أخرى كثيرة.
فبالرغم من صغر مساحة الولايات المتحدة الأمريكية بالمقارنة بكندا وروسيا الا أنها تعد الدولة الأقوى فى العالم اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، وذلك لما تتمتع به الولايات المتحدة من قوة فى الاقتصاد والتطور الرقمى والتكنولوجى الهائل فى شتى المجالات.
علاوة على موقعها الجغرافى المتميز بين قارات العالم اذ تعد الولايات المتحدة بمفردها شبه قارة، وذلك بفضل وجودها على مساحة من الأرض والتى تلامس ال(10.000.000 كم مربع) تقريبا.
ان تربع الولايات المتحدة على عرش الدول كقوة عظمى عالميا وبلا منافس لم يأت من فراغ، اذ أعدت لذلك خطة واسترايجية واضحة ومنذ البداية، وتمثلت تلك الاستراتيجية فى وضوح الرؤية لانعاش اقتصاد ذلك البلد.
واتضح ذلك من خلال استقطاب الكوادر المدربة من شتى بقاع العالم، وكذلك الانفاق على هذة العناصر دون تقصير كاستثمار على المدى الطويل، فكان ذلك بداية بزوغ الامبراطورية الأمريكية منذ أكثر من (مائتى عام).
واستراتيجية الانفاق هذة والتى بدأت بالعنصر البشرى ادراكا بأنه محور التنمية وأساس أى نمو فقد كانت فقط نقطة بداية لما هو قادم، فقد أخذت كذلك فى الاستثمار فى العقول من خلال التوسع فى التعليم.
ذلك التوسع والذى قد بدأ مبكرا والذى تجلى فى استغلال الموارد وتسخير كل الامكانات المتاحة للعلم أولا، فكان نتاج ذلك خلق جيل من الكوادر المدربة على استخدام أحدث وسائل التكنولوجيا والتحول الرقمى.
ومن هنا بدأت الولايات المتحدة فى التوسع أفقيا واتضح ذلك من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة فى قطاعات عديدة كالقطاع الزراعى، فاستخدمت التكنولوجيا فى استحداث أفضل السلالات وانتقاء أحسن البذور.
فكانت الزيادة فى الانتاجية والتى بدورها مهدت الطريق الى استكشاف أنواعا من الحاصلات الزراعية والتى لم تكن موجودة من ذى قبل، فكان لاستثمار العنصر البشرى دورا فى التنمية.
ولم يقتصر ذلك على قطاع الزراعة فقط بل امتد الى قطاعات أخرى عديدة مثل (القطاع الصحى) ما زاد من متوسط عمر الفرد فى الولايات المتحدة، وامتداد كذلك الى استخدام أحدث وسائل التكنولوجيا فى القطاع العسكرى.
فاستخدمت الأيدى الماهرة فى عمليات التصنيع الحربى وادخال التكنولوجيا الرقمية فى استحداث أفضل أنواع الأسلحة على مستوى العالم، ما أدى الى بيع وتصدير صفقات أسلحة لمعظم دول العالم تقدر بالمليارات.
ناهيك عن القطاع الصناعى وما حدث له من تطور مذهل خلال المائة عام الأخيرة، ما قد أدى بالنهوض بالاقتصاد الأمريكى حتى أصبح الأول وبلا منافس، ونتيجة لهذة العوامل مجتمعة ومع كون الدولار هو العملة الرسمية للولايات المتحدة الأمريكية، فقد أصبح الدولار هو المعيار الأول لتقييم أى عملة أخرى.
سلة العملات
يتضح من هذا والى جانب تقوق الدولار نتيجة لكون اقتصاد الولايات المتحدة أكبر اقتصاد فى العالم، فقد أصبح ما يتأثر به العالم من أية هزات اقتصادية فهو نتيجة لتأثر الاقتصاد الأمريكى أولا.
فما يحدث فى أمريكا من تضخم أو ارتفاع فى الأسعار فسينعكس مباشرة على دول العالم، وليس هذا وحسب بل ان ما يحدث من أية اضطرابات سواء اجتماعية، سياسية، اقتصادية فسيلقى صداه فى العالم أجمع.
من المشكلات الاقتصادية الناتجة عن حركة العرض والطلب
وتتأثر كذلك سلة العملات الأخرى وبأنواعها المختلفة نتيجة لتأثر سعر الدولار ارتفاعا أو هبوطا، وما نراه اليوم من ارتفاع نسب التضخم ما هو الا نتيجة لتغييرات جيوسياسية عالمية قد أثرت فى الدولار أولا.
السوق الموازية، نحو عالم مضطرب
ان وعى الانسان خلال السنوات الأخيرة بقيمة وأهمية الدولار وكذلك كونه يعد أفضل أنواع الاستثمار خصوصا أوقات الأزمات، فقد يفاضل البعض بين الاستثمار فى الدولار وادخاره أم فى الأصول الأخرى.
فقد يذهب البعض للاستثمار فى الأصول الثابتة كالذهب والاستثمار العقارى.. الخ، ولكن أيهما أفضل كأحد أفضل أنواع الاستثمار؟.
الكثير قد يحول أمواله أو جزءا من مدخراته الى الذهب وله حجته فى ذلك (كملاذ أمن)، وقد يذهب البعض الأخر الاى الاستثمار العقارى كذلك.
ولكن هل تعلم أن الذهب هو المحرك الرئيس فى هذة القصة، لو أخذنا الموضوع وبنظرة فاحصة سنجد أن الاستثمار فى الذهب هو الأضمن والأربح خاصة فى مثل هذة الظروف (أوقات التضخم).
من آثار التضخم ارتفاع نسبة البطالة، خوف محفوف بالحذر
لا أحد ينكر الأثر السلبى للأزمة الاقتصادية العالمية ولا أحد ينكر مدى تأثيرها على حياة الناس، ولكن هذا التأثير قد يؤدى الى ما هو أخطر ألا وهو (البطالة) تلك والتى أصبحت شبحا يطارد الجميع.
ان تأكل قيمة العملة وانخفاض قيمتها قد طال طبقات عدة فى المجتمع، فبينما كانت الطبقتين الوسطى والثرية يتمتعون بامتيازات كثيرة ومستوى اجتماعى مرموق. فقد تغير الوضع نتيجة للتضخم والتخوف من دخول العالم فى مرحلة ركود.
فالجميع أصبح يقع تحت وطأة التضخم وارتفاع الأسعار، فاسعار السلع والخدمات أصبحت فى زيادة كل يوم بل وكل ساعة. والذى كان ضحيته كذلك تسريح العاملين بكبرى الشركات العالمية.
ومن أمثلة ذلك الاستغناء عن الألاف من العاملين فى شركات قطاع التكنولوجيا العالمية مثال نيتفلكس، أبل، أمازون، لحقهم فى الركب مؤخرا شركة جوجل.
التضخم والبطالة في الاقتصاد الكلي
وطبقا لمؤشر بلومبرج فقد تراجع الناتج المحلى فى الولايات المتحدة الى 2.5% وبالتالى انخفض انفاق المستهلكين الى 2.9% خلال الربع الأخير من العام الماضى، والذى كان نتيجة لارتفاع مستويات التضخم. فقد كان نتيجة لارتفاع نسب التضخم ازدياد معدلات (البطالة) والتى تأثرت كثيرا فى الأونة الأخيرة نتيجة:-
- كوفيد 19.
- تسريح العاملين بكبريات الشركات العالمية.
- التغييرات الجيوسياسية.
- الاضطرابات الاجتماعية فى أنحاء عدة حول العالم.
ويعزو ارتفاع معدلات التضخم الى سياسات الدول الاقتصادية الخاطئة تلك والتى تلجأ اليها وقت الأزمات، ولعل من بين تلك السياسات هى (استقطاب) الأموال الساخنة لسد العجز فى الميزانية.
أدوات الدين الحكومى
تلجأ الحكومات أحيانا الى رفع الفائدة على أدوات الدين الحكومى والسندات لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة لسد عجز الميزانية، ويطلق على تلك الأموال الناتجة عن ضخ رؤوس أموال المستثمرين الأجانب فى الاقتصاد بما يسمى ب(الأموال الساخنة)، تلك الأموال والتى لا تعدو الا أن تكون علاج مؤقت فقط.
هذا العلاج والذى ما يلبث أن يتلاشى مع عودة وانخفاض أسعار الفائدة مرة أخرى، حيث يضطر المستثمرين ورجال الأعمال الى الهروب والبحث عن استثمارات أكثر جدوى وأكبر ربحا، ونتيجة لهذة السياسات والتى لا تعدو سوى (مسكنات) فقط للاقتصاد أثبتت فشلها والتى كان من نتائجها الاتيان بالاقتصاد الى الهاوية.
فكان ارتفاع فى نسب البطالة فزيادة فى التضخم والعودة الى المربع صفر، فنجاح الدول فى علاج تشوهات الاقتصاد وخلق فرص التوظيف يتطلب وجود استراتيجية واضحة ومنذ البداية.
تلك الاستراتيجة تبدأ من الاعتماد على (الانتاج) والذى لا بديل عنه، فالدول التى تعتمد على الانتاج المحلى والعمل كذلك على الاستغلال الأمثل لمواردها الطبيعية هى تلك التى حققت مستويات من التقدم الاقتصادى على جميع المستويات..
خلاصة
ان من آثار التضخم ارتفاع نسبة البطالة، تسريح العاملين، سياسات الحكومات الخاطئة، عدم وضع استراتيجية واضحة ومنذ البداية وذلك لعلاج التشوهات فى الاقتصاد، هذا اذا ما كان هناك ارادة جادة للنهوض بالاقتصاد وخلق فرص عمل وتوفير الوظائف.
شرفنا بتواجدكم معنا.. تعليقاتكم بناء ونهج نسير عليه