أزمة سقف ديون الولايات المتحدة
أزمة سقف ديون الولايات المتحدة، هو ذلك الدين المستحق على الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة للصراع الروسى الأوكرانى وارتفاع التضخم، تابعونا.
ديون الولايات المتحدة الأمريكية
هل للديون المستحقة على الولايات المتحدة تأثيرا على العالم؟
ان تراكم الديون المستحقة على الولايات المتحدة سيخلق التضخم والدخول فى مرحلة ركود لا محالة هذا الاحتمال والذى يتخوف منه الجميع، ان اعادة فتح الصين مرة أخرى والتخلى عن سياسة (كوفيد 19) لن تثنى العالم عن الدخول فى الركود.
وفى تصريحات لوزيرة الخزانة الأمريكية (جانيت يلين) حول الأزمة الروسية الأوكرانية وتأثيرها على العالم، فقد قالت يلين فى حديث صحفى مؤخرا عن أن أول ما يتأثر بتلك الأزمة هى الدول الأفريقية.
ويبدو ذلك التأثير فى ارتفاع نسب التضخم وارتفاع أسعار السلع الغذائية بين دول القارة الأفريقية، وأوضحت كذلك على البدء فى التعاون المثمر بين الولايات المتحدة و16 دولة أفريقية فى معظم المجالات.
ما قد يؤدى الى سد الفجوة الغذائية لكثير من شعوب القارة وذلك فى اطار الصراع بين الولايات المتحدة من جهة والصيم وروسيا من جهة أخرى فى تقديم التعاون واقامة المشاريع الاستثمارية.
الخطر الروسى الصينى
وتأتى تلك الخطوة من جانب الولايات المتحدة والغرب فى اطار الشعور بالخطر الصينى والتمدد الروسى تجاه القارة الأفريقية فى الصراع على امتلاك الثروات، فقد أدركت الولايات المتحدة حجم الثروات الطبيعية والتى تمتلكها القارة الأفريقية والتى ستؤتى ثمارها اذا ما تم تقديم الدعم الأمريكى والتعاون فى مجال الاقتصاد بين الجانبين.
لقد اختلق التضخم نوعا من ارتفاع الأسعار ما أدى الى زيادة الهاجس والتخوف من الركود ذلك والذى أصبح مجهولا للجميع خاصة ما ازدياد احتمالات الكوارث الاقتصادية خلال السنوات القليلة القادمة.
رفع سقف الدين الأمريكي
لقد كان للأزمة الاقتصادية العالمية وقع سلبى على الأسواق عموما خصوصا بعدما أيقن العالم كذلك الاهمية البالغة للصين فى تأثيرها على الاقتصاد العالمى، تلك الأهمية والتى تكمن كذلك فى تأثيرها على الأمن الغذائى. اذ تمثل الصادرات الغذائية من بكين للاتحاد الأوروبى بنحو 43%.
وتوقع اقتصاديون عن وقوع أزمة اقتصادية عالمية السبب فيها هو عجز الولايات المتحدة عن سداد الديون، تلك الديون المستحقة عليها والتى تراكمت الى نسب كبيرة جدا خاصة مع ازدياد العجز فى الميزانية نتيجة المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
زيادة الانفاق على ميزانيات الدفاع
ونتيجة للصراع الجيوسياسى الحالى وما نشاهده من تفاقم فى الأزمة الروسية الأوكرانية يوما بعد يوم، فكانت النتيجة هى زيادة الانفاق على ميزانيات الدفاع فى دول الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة، كل هذا كان من شأنه اهمال الجانب الاقتصادى والذى فاقم كذلك من ارتفاع مستويات التضخم الحاصلة اليوم.
اتساع دائرة الاضطرابات الاجتماعية فى أوروبا واتساع رقعة المظاهرات المطالبة كذلك بتحسين الأجور من أهم نتائج بروز الأزمة الاقتصادية الحالية، اضافة الى هروب رؤوس الأموال من عدة دول أوروبية نتيجة لتأثر الاقتصاد بالكلية.
فنجد على سبيل المثال نزوح أكثر من (10.000) عشرة ألاف مليونير بريطانى الى الخارج هربا من الأزمة، وكذلك ما حدث مؤخرا فى فرنسا من زيادة وتيرة الاضطرابات الاجتماعية بصورة ملحوظة، تلك التظاهرات والتى قد خرجت مطالبة بتحسين الأجور ومستوى المعيشة شأنها فى ذلك شأن دولا كثيرة كايطاليا، النمسا والسويد.
ان النشاط الروسى والصراع الجيوسياسى الحاصل الأن وسعى روسيا كذلك لتحقيق أهداف محددة من الحرب الأوكرانية، قد ألقى بظلاله على الاتحاد الأوروبى وحلف الناتو وذلك من حيث عدم الانصياع للشروط الروسية.
ان تركيز الغرب على امداد كييف بالمعدات والأسلحة والاصرار كذلك على الفوز فى المعركة لصالح أوكرانيا هو انتصار للغرب جميعا، وفى ظل هذة الأجواء الرمادية والملبدة بالغيوم نجد تأزم المشكلة واشتداد رحى الحرب بين أطراف مجتمعة.
(فلا منتصر فى الحرب) هذة قاعدة عسكرية رصينة، ولكن ماذا يحدث اذا ما أصر الغرب على سياسة امداد كييف بالأسلحة؟.
ان تلك السياسة خاصة مع التهديد الروسى باستخدام السلاح النووى واصرار الغرب على الحرب حتى النهاية لهو قمة الغباء السياسى والتدمير للاقتصاد من وجهة نظر بعض المحللين، والدخول كذلك فى نفق مظلم للجميع وحتى لو فرضنا فوز طرف على الأخر فالجميع خاسر فى النهاية.
تنهك الحروب الدول اقتصاديا واجتماعيا قبل (عسكريا) وما نشاهده اليوم خير دليل على ذلك، ان لكل شىء ثمن وثمن الحروب الخراب والدمار، ولكن لا يقتصر الدمار كذلك على النواحى السياسية والاقتصادية والاجتماعية بل يتعدى ذلك الى دمار للقيم والأخلاقيات، فماذا كذلك وعودة الى حديثنا عن عجز الولايات المتحدة عن سداد الديون.
شبح الدولار
يرتبط اقتصاد العالم ارتباطا وثيقا بالدولار كون اقتصاد الولايات المتحدة أكبر اقتصاد فى العالم، والذى من شأنه ان يؤثر على اقتصاد أى دولة فى العالم تأثيرا مباشرا، فسياسة التشديد النقدى والتى يتبعها الفيدرالى مؤخرا كان لها أبرز الأثر على اقتصادات العالم أجمع.
تسعى الولايات المتحدة الى منافسة الند الروسى الصينى فى الصراع على قارة أفريقيا، فكلا الجانبين يقدم ملايين الدولارات كاستثمارات فى القارة السمراء والتى تعد مصدرا هائلا للثروات الطبيعية.
هذا ما صرحت به (جانيت يلين) وزيرة الخزانة الأمريكية مؤخرا، قدمت الولايات المتحدة ما يقارب من (10.000.000) عشرة مليارات دولار كاستثمارات مباشرة لدى السنغال، ذلك ما لاقى ترحيبا قويا بهذة الخطوة.
تلك سياسة ستسير عليها الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة الخصم الأكبر وهو التنين الصينى، تتوقع الولايات المتحدة تبادلا تجاريا بينها وبين شعوب القارة السمراء بمليارات الدولارات قريبا، يأتى هذا التنافس القوى كذلك كنتيجة لارتفاع مستويات التضخم فى قارة أفريقيا، حيث بلغ التضخم الى ذروته طبقا لتقرير وكالة (بلومبرج).
تدرس كذلك دولا أوروبية كثيرة مسألة (التقاعد المبكر) للعاملين فى القطاع الحكومى وذلك فى محاولة لتخفيف العبء على الميزانيات، ولكن هل تقابل تلك الخطوة باستحسان من الشعوب أم لا؟.
فى ظل تلك الظروف والتى يمر بها العالم أجمع فلن تكون خطوة مجدية بالمرة، فالجميع يئن من وطأة الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها على الشعوب كافة، فما تحاول من خلاله الحكومات فعله لمعالجة الخلل فى الاقتصاد يعلمه الجميع.
فالجميع مضار من تلك الاصلاحات أو بالأحرى تلك الاجراءات الحكومية والتى كان لا تأثير قوى على دخول الأفراد، خاصة مع ظهور والتى تفاقم من حج الأزمة..
خلاصة
تعد أزمة سقف ديون الولايات المتحدة هى الهاجس الأكبر والذى يتخوف منه الجميع، وذلك نظرا لارتباط العالم أجمع بالاقتصاد الأمريكى والمقوم بالدولار، والذى كان أحد أبرز سلبيات الأزمة الجيوسياسية الحالية والتى أثرت على الجميع دون شك.
شرفنا بتواجدكم معنا.. تعليقاتكم بناء ونهج نسير عليه