أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 قطوف

العقوبات التجارية

العقوبات التجارية

العقوبات التجارية، سلاح تستخدمه الدول الكبرى فى اخضاع الدول الضعيفة لتحقيق شروط معينة وأهداف معينة، وذلك فى محاولة للسيطرة والتحكم فى صنع القرار.

العقوبات التجارية
العقوبات التجارية

منذ مطلع القرن العشرين وعندما بدت بزوغ قوى عالمية أخرى جديدة وبعد سقوط الامبراطورية البريطانية، سعى الغرب الى البحث عن قيادة جديدة تتوافر فيها مقومات السيادة والقوة، تلك القوة والتى تمثلت فى التفوق الاقتصادى والعسكرى والتكنولوجى والذى بدا فى قوة وليدة.

العقوبات الدولية PDF

تلك القوة الجديدة والتى تشكلت مع بزوغ فجر الامبراطورية الأمريكية وأفول نجم الامبراطورية الانجليزية، تلك الامبراطورية والتى وصفت ب(الامبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس)، ذلك الوصف لكونها كانت تسيطر على مستعمرات كثيرة جدا تمتد من الشرق الى الغرب ومن الشمال الى الجنوب.

ومع ازدهار الولايات المتحدة كقوة اقتصادية كبرى كأكبر اقتصاد فى العالم وبالتعاون مع الغرب، سعى هؤلاء الى التفكير فى كيفية السيطرة على الدول الضعيفة والسير فى ركب هؤلاء وبلا نقاش، انها القوة العسكرية والاقتصادية والتى تحكم وستظل تحكم العالم ودون أدنى شك.

العقوبات الاقتصادية

هو أسلوب لفرض السيطرة والاملاءات للقضاء على الدول الأضعف لتحقيق التبعية من جانب هذة الدول، ولكن ما هذا الأسلوب والذى من الممكن ومن خلاله تحقيق اذلال وتبعية هذة الدول للولايات المتحدة والغرب، يوجد عدة عقوبات تشهرها الدول الكبرى كسلاح فى وجه الدول الأخرى.

فمنذ أكثر من (100) مائة عام ابتدع (ويلسون) الرئيس الأمريكى الأسبق أساليب لحكم الدول الضعيفة، وهذا السلاح بعيدا عن السلاح التقليدى والقوة العسكرية المعروفة
أموال مجمدة

لماذا أمريكا تفرض عقوبات على الدول؟

السبب الأول فى فرض أمريكا عقوبات على دول بعينها هو التبعية والرضوخ للنظام العالمى والذى تتحكم به الولايات المتحدة والغرب، يأتى محاولة تقويم سلوكيات الأنظمة الحاكمة وتطويعها يعد ثانى تلك الأسباب، والمقصود هو تعديل السلوك والذى قد يكون عداونيا من جانب السلطة تجاه المحكومين

ومحاولات رفع الضغط عن الشعوب المقهورة وذلك لأهداف معينة كذلك ليس لكونها مقهورة، ولكن لأن وجود اضطرابات فى بلد ما سوف يؤثر على الأمن القومى للدول الكبرى، فالولايات المتحدة والغرب لا يعنيها قهر الشعوب بقدر اهتمامها بالحفاظ على أمنها القومى فقط.

العقوبات التجارية وردة الفعل

أثارت العقوبات التجارية الأمريكية تلك والتى فرضتها الولايات المتحدة والغرب ردة فعل غاضبة على ذلك السلوك، هذا والذى قد اعتبرته دولا كثيرة حول العالم بالأفعال الشائنة من جانب أمريكا والغرب، فكيف لدول بعينها تلك والتى لا تشكل الا ما يقارب من ربع سكان العالم فى فرض ارادتها والسيطرة.

تلك الأمور والتى جعلت من دول معينة تحكم وتتحكم فى مقدرات بقية دول العالم، وبالرغم من تقدمها الهائل اقتصاديا وعسكريا وتقنيا الا وأن ذلك لن يعطيها أبدا الحق فى الانفراد بالقرار، والتحكم كذلك فى مستقبل دول أقل فى مستوى المعيشة بل والأضعف اقتصاديا ان صح القول.

فالأديان السماوية كافة لم تسمح بذلك، تلك الأديان والتى ما جاءت الا لخير البشرية جمعاء، ذلك الخير والذى تمثل فى العدالة فى توزيع الثروات والاحتكام الى الشريعة فى العدالة الاجتماعية، ولكن يمكننا القول وبأى حال (هذا هو قانون الحياة) ذلك والذى ما بنى الا على مبدأ (البقاء للأقوى) ولا عزاء.

العقوبات الاقتصادية PDF

العقوبات التجارية هى احدى أوراق الضغط والتى يمارسها الغرب على دولة ما، تلك الدولة أو ذلك البلد أنه ربما سوق يشكل خطورة على القوى العظمى، وهذة الخطورة تقدرها هذة الدول طبقا لمعاييرها هى ثم تبدأ فى أخذ القرار.

العقوبات التجارية
العقوبات التجارية

تجلت تلك المظاهر فى أوراق الضغط والتى مارستها الولايات المتحدة الأمريكية فى قرض قيود على شركات التكنولوجيا الصينية، ومن بين تلك القيود هى فرض ضرائب كبيرة على هذة الشركات مثل هواوى وغيرها من شركات التكنولوجيا والتى تعمل فى الولايات المتحدة.

اضافة الى حظر الرقائق الالكترونية لتحجيم الصناعة الصينية من خلال ابرام اتفاقيات اقتصادية مع تايوان، ونعلم جميعا أن تايوان هى مصدر صناعة أشباه الموصلات فى العالم وبلا منافس، وقد يكون هناك عقوبات من نوع أخر قد يفرضها الغرب وأمريكا على الدول الأضعف.

العقوبات الدبلوماسية

والمقصود هو طرد السفراء والدبلوماسيين من أمريكا ودول الاتحاد الأوروبى ومحاولات العزلة، فتعتمد هذة الدول سسياسة العزلة على بعض الدول الأخرى كطرد السفراء وعدم وجود تمثيل دملوماسى لهذة الدول، وذلك فى محاولات الى وضع تلك الدول فى القائمة السوداء.

والقائمة السوداء هذة تضعها أمريكا على بلدان بعينها وتقوم فى ذات الوقت بشن حملات تشويه ضدها وبشتى الطرق، ولكن هل تؤتى العقوبات التجارية والاقتصادية هذة أؤكلها أم لا؟ فى الغالب تأت تلك العقوبات بنتائج ونتائج سريعة ولكن مع من؟ مع الدول والبلدان الضعيفة اقتصاديا.

فالعقوبات التجارية قد لا تؤثر وبطريقة مباشرة على الدول ذات الاقتصادات القوية فى الغالب، خاصة اذا ما كان هناك تعاون فيما بين تلك الدول تعاون يكاد يكون فى معظم المجالات، وهذا يفسر عدم فعالية وجدوى العقوبات التجارية الغربية على دول مثل الصين وايران.

مفهوم العقوبات الاقتصادية الدولية PDF

واذا ما تناولنا مفهوم العقوبات الاقتصادية الدولية سنجده هو محاولات للاذلال وتركيع الدول، هذا هو معنى العقوبات الاقتصادية لفظا، وهذا ما لاحظناه جميعا فى حقبة الثمانينات من القرن الماضى، ذلك وحينما بدأت تعبئة الجهود من جانب أمريكا والغرب فى تركيع العراق.

فعندما وقف الرئيس الأسبق (صدام حسين) فى وجه الولايات المتحدة وامتناعه عن تصدير النفط والغاز العراقى، ذلك هو السبب الحقيقى وراء ما حدث بعد ذلك من حجج واهية من جانب الغرب، تلك الحجج والتى تمثلت فى وجود نووى فى العراق كذريعة لغزو هذا البلد ونهب خيراته.

فرض الغرب عقوبات عدة مثل اطلاق برنامج (النفط مقابل الغذاء) كسلاح لتجويع الشعب العراقى، وكذلك فرض حظر اقتصادى على المنتجات العراقية من خلال منع تصديرها الى أى مكان فى العالم، وفرض حظر جوى على العراق بكامله واصدار الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس.

العقوبات الاقتصادية الأمريكية PDF

لقد تجلى الصراع الكوبى الأمريكى فى منتصف القرن العشرين، ذلك الصراع والذى تمثل فى صراع سياسى وعسكرى بين أإمريكا والغرب من جانب، وبين القيادة السياسية فى شخص الرئيس الكوبى الراحل (فيدل كاسترو) من جانب أخر، ذلك الصراع والذى استمر لعقود طويلة.

لم ينته ذلك الصراع الا بعد أن فرض الغرب عقوبات قاسية على كوبا والرئيس الكوبى لسنوات، انتهى بعواقب وخيمة على الاقتصاد وتدنى دخول الأفراد ووضع أفراد بعينها على القائمة السوداء، استمر هكذا هو الحال وحتى مجيىء خليفة الرئيس كاسترو وهو أخوه.

ذلك والذى قد أبدى تعاونا مع أمريكا والغرب، ذلك التعاون والذى بدى فى مناحى شتى وقطاعات متعددة، وهذا ما قد حدث بالفعل خلال السنوات الأخيرة مع بدء تبادل السفراء والتعاون الوثيق، فالدول الفقيرة هلى تلك البلدان والتى أول ما تتأثر بسياسة العقوبات التجارية لا محالة.

الأثار السلبية الناتجة عن العقوبات التجارية

اليك مجموعة من الأثار الاقتصادية والخطيرة على الدول تلك والتى يفرض عليها حصارا تجاريا:-
  1. نظرة سلبية من المؤسسات والهيئات الاقتصادية الدولية.
  2. التأثير القوى والمباشر على الاقتصاد.
  3. تهميش العملة الوطنية.
  4. تدنى الخدمات المقدمة للمواطنين.
  5. تدهور فى البنى التحتية نتيجة لنقص التمويل.
  6. تدنى دخول الأفراد.
  7. انخفاض متوسط دخل الفرد من الناتج المحلى الاجمالى.
  8. انتشار الجهل والمرض نتيجة لقلة الخدمات التعليمية والصحية المقدمة.
|تتوعد الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبى الدول والتى تربطها بهم علاقات جيدة، فبالرغم من وجود علاقات حميمة بين أمريكا ومعظم دول العالم، الا وأن ذلك لن يشفع أبدا لهذة الدول وذلك اذا ما خالفت التعليمات، تلك التعليمات والتى وضعتها أمريكا والاتحاد الأوروبى لهذة الدول بعدم التعاون مع دول بعينها.

العقوبات التجارية
العقوبات التجارية

فعندما يتم فرض عقوبات تجارية على بلد معين فتعتبر الولايات المتحدة أن تعاون أى دولة أخرى مع هذة الدولة والمفروض عليها الحظر هو مخالفة للقواعد، فتبدأ فى اتخاذ اجراءات سياسية ودبلوماسية واقتصادية ضد هذة الدولة اذا لم تعاود الى الطريق الصحيح وتعترف بخطأها.

وقد يحدث مع الدولة المتعاونة هذة ما حدث مع الدولة المعاقبة والمفروض عليها حظرا تجاريا، ويترجم ذلك مباشرة على أنه نوع من التهديد والوعيد لأى بلد اذا ما فكر فى خرق القواعد وتلك الاتفاقات، ولكن هل تلك الاجراءات تعد ذات جدوى؟ هناك دولا بدأت فى خرق هذة القواعد.

تجلى ذلك فى غضب عارم من بعض الدول الصاعدة كالصين وروسيا والهند وباكستان ودولا أخرى عدة، دول قد بدأت وبالفعل وفق سياسة مخطط لها ومنذ سنوات مضت وقد بدأت فى تنفيذها منذ 2020، لم ترض تلك الدول ولم ترضخ لاملاءات الولايات المتحدة والغرب.

وهذا ما تعارفوا عليه فيما بعد بنظام (التعددية القطبية) أى بمعنى أنه لا يسيطر على العالم قطب واحد فقط، بل يجب أن يكون هناك عالم متعدد الأقطاب يتمثل فى وجود قوى أخرى موجودة على مسرح الأحداث، قوى أخرى صاعدة وبقوة لا ترض أبدا باملاءات دول بعينها كأمريكا والغرب.

تلك الاملاءات والشروط والتى وضعها هؤلاء طيلة عقود مضت خاصة مع انهيار الامبراطورية البريطانية، فظهرت أمريكا كقوة عالمية عرفت ب(شرطى العالم) ذلك والذى يقرر كيفما ووقتما يشاء، فقد نشأ تعاون بين قوى أخرى كروسيا والصين وغيرها من الدول القوية.

ذلك التعاون والذى تمثل فى ابرام وعقد اتفاقيات اقتصادية عبر مؤتمرات دولية، ذلك التعاون والذى تمثل فى قمة مجموعة بريكس.. الخ من الاتفاقيات والتى انضمت لها دولا أخرى عدة واتسع مداها.

العقوبات الدولية بسبب انتهاك حقوق الإنسان

هو أسلوب متعمد من قبل حكومات ودول بعينها للقضاء على أقليات دينية وفى مناطق وأقاليم معينة، مثلما حدث فى حقبة التسعينيات من القرن المنصرم وعندما شنت حكومة الصرب حربا على الأقليات المسلمة، ضحيتها الألاف من المسلمين الشيشان والتى خلف خسائر بشرية ومادية كبرى أنذاك. 

من الذي يفرض العقوبات على الدول؟

وزارة الخززانة الأمريكية هى من ينفذ قرار فرض عقوبات اقتصادية على دول بعينها، ويحدث ذلك بعد مفاوضات بين الولايات المتحدة وصناع القرار السياسى فى الاتحاد الأوروبى، وعند وجود ضرورة وحاجة ملحة لفرض قيود على بلد ما وذلك لأن هذا سيشكل خطرا.

يتوحد الغرب وتحت قيادة الولايات المتحدة فى أخذ قرار حاسم بفرض عقوبات تجارية على دولة معينة، تلك الدولة قد تتوسع فى انتهاك حقوق الانسان على سبيل المثال ولا تبالى فى ذلك، كما حدث فى ميانمار والمحاولات الممنهجة من جانب الحكومة للقضاء على الأقلية المسلمة هناك.

فى قطوف الاستثمار أردنا فقط القاء تظرة ثاقبة على العقوبات التجارية الغربية والتى تفرض على الدول، هذة العقوبات والتى تعد بمثابة عقاب لبلد ما أو لأفراد بعينها داخل هذا البلد، اذن ومن هذا المنطلق ينبغى الاشارة الى أنقاط جد هامة فى هذا الصدد ألا وهى كالأتى:-

يوجد نوعين من العقوبات:-
  • على مستوى الأفراد.
  • على مستوى الدول.

على مستوى الأفراد

وتتمثل هذة العقوبات فى تجميد أموال شخصيات بعينها داخل الدولة وذلك نظرا لعدم الانصياع، ويتجلى ذلك فى الرفض القاطع لقرارات أمريكا لتنفيذ سياسات بعينها كحقوق الانسان، أو كذلك اثارة الفوضى والنزاعات القبلية وشن الحروب والاقتتال الداخلى الى حد قيام حروب أهلية.

ونجد كذلك عدم الاكتراث بمبادىء معاهدات نزع الأسلحة النووية والتمادى فى صنع أسلحة بيولوجية، وذلك كما حدث فى ايران فقام الغرب والولايات المتحدة بتجميد أموال شخصيات ايرانية بارزة، يتخطى الأمر كذلك الى محاولات التدخل فى الشأن الداخلى للبلد.

ظهر هذا واضحا من خلال الاضطرابات الاجتماعية الداخلية وعدم الرضا الشعبى عن النظام الحاكم، فيبدأ الغرب فى دعم الطرف الأخر لاثارة القلاقل وذلك فى محاولات حثيثة لتغيير الأنظمة الحاكمة، وتجلى ذلك ليس فى ايران وحده ولكن فى دول أخرى عدة حول العالم.

على مستوى الدول

هو الحصار والعقوبات التجارية والتى تفرض على بلد ما وكما ذكرنا فى السطور السابقة، ولكن قد لا تؤثر تلك العقوبات مع دول بعينها بالرغم من القوة الاقتصادية والعسكرية الأمريكية المهيمنة، فقد كان يمكن الجزم بذلك فى عقود مضت، ولكن العالم يتغير.

ولكن هل هذا التغيير سيأتى بمردود ايجابى أو قد يؤدى الى كوارث فيما بعد، والمقصود هل سترضى أعتى قوة فى العالم وهى الولايات المتحدة بالتطورات على الأرض، أى ستبدأ فى الاستسلام للأمر الواقع وترضخ لذلك، أم أن لأمريكا والغرب أدوات ضغط أخرى على الدول.

هذا ما ستثبته لنا الأيام والسنوات القادمة، وان غدا لناظره قريب.

خلاصة

ولكن هذة العقوبات التجارية والاقتصادية تعد بمثابة حجرة عثرة والتى تشكل تهديدا للدول النامية والفقيرة، فتلك الدول لا تتحمل العقوبات أصلا كون اقتصادها لا يحتمل ذلك بأى حال، ولكن هناك من الدول الأخرى والتى لا ترض أبدا بتلك العقوبات داعما موقفها فى ذلك اقتصاداتها القوية.
هيام غلاب
هيام غلاب
أنا هيام صلاح عبد النبي غلاب، أعمل بوظيفة معلمة لدى مدرسة الشهيد أيمن ياسر مصباح الإبتدائية بحصة الغنيمي والتابعة لوزارة التربية والتعليم بجمهورية مصر العربية، مدير موقع قطوف٠٠ طريق الثراء يبدأ بخطوة، مُهتمة بمجال الاستثمار ومتابعة أخبار الاقتصاد. حاصِلة على دروس ودورات تعليمية عدة في مجالات الاستثمار والاقتصاد والصيرفة، حلول استثمارية رائعة للمتطلعين إلى تحقيق الثراء. متابعة دورية للأخبار الاقتصادية وتعلم أفضل طرق الاستثمار والربح، والوقوف كذلك على أبرز المفاهيم الاقتصادية لتحقيق أقصى فائدة للمستثمر، تقديم النصائح حول أفضل الحلول الاستثمارية والتحوط من إرتفاع الأسعار، والخروج بنتائج مرضية لتحقيق ما يَصبُوا اليه كل مستثمر في ظل التضخم المفرط والذى نشهده اليوم.
تعليقات