الاتحاد الأوروبي، تقاربات وتفاهمات
ذوبان للجليد في العلاقات بين الفرقاء تدعمه أمريكا، ذلك والذي يأتي في إطار مساعِ حثيثة تجري على قدمِ وساق لإنهاء نزاع دام كثيراً بين الاتحاد الأوروبي وروسيا.
لن نتطرق إلى الجانب السياسي في هذا المقال، وذلك بقدر ما سيكون محور تركيزنا فقط حول تلك الأزمة من الجانب الاقتصادي البحت وأبرز التوقعات.
☝☝هى فقط وجهة نظر اقتصادية، ودون الخوض في تفاصيل أزمة سياسية بأي حال لحساسية ذلك الموضوع.
هل تتوقع عودة ثانية للعلاقات الأوروبية الروسية؟ بعد شقاق إستمر لسنوات، مفاوضات وجهود تُبذل لمحاولة جمع الفرقاء على طاولة واحدة، ومفاوضات جادة كذلك من أطراف عدة تعمل خلف الكواليس.
ولكن، تتبادر إلى الذهن أسئلة عدة في هذا الصدد: كيف، متى، ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟ ربما هناك من الأسباب الكامنة، تلك والتي تخفى على كثيرين لا شك.
ما هي أكبر دولة في الاتحاد الأوروبي؟
ألمانيا ولا شك، تلك الدولة والتي تعتبر أكبر دول الإتحاد الأوروبي وبكل المقاييس، التاريخ، الأصالة، الاقتصاد. نعم، إذ يحتل الاقتصاد الألماني قمة الترتيب بالنسبة للاقتصاد الأوروبي أجمع.
✔عودة للعلاقات الدافئة، هل أصبح ممكناً؟
ليس على ما يبدو بهذة السهولة، فما حدث من أزمات اقتصادية على الصعيد الأوروبي لم يكن بالسهل أبداً على دول الإتحاد.
إنها لغة المصالح، فكل طرف يسعى إلى تحقيق مكاسب سياسية على حساب الطرف الأخر. السيطرة ربما تكون عاملاً أخر، تلك والتي تتمثل في السعي دوماً نحو إمتلاك الثروات والنفوذ ليبقى طرفاً ما بيده الكلمة العليا.
الاقتصاد ضحية صراع
نعم، هذا ما يقودنا إليه مشهد نلمسه جميعاً على أرض الواقع، ذلك والذي قد يؤدي في النهاية إلى تغيير أركان النظام العالمي برمته.
تركيا، الهند، الصين، تعد أهم وأبرز ثلاث دول كسوق رئيس للنفط الروسي ولا شك. تمد روسيا دولاً أخرى حليفة بإحتياجاتها من النفط والغاز، ظهر ذلك جلياً خاصة بعد تفاقم الأزمة الروسية الأوكرانية في منتصف 2022.
☝☝يساهم الغاز والنفط الروسي بالنصيب الأكبر للاتحاد الأوروبي والذي يبلغ ما نسبته 45% تقريباً.
الجدير بالذكر كذلك، بأن أسعار الغاز ومشتقات البترول مثل البنزين والسولار قد شهدت إرتفاعات متتالية ومنذ بداية الأزمة.
موسكو تبدي استعدادها لبحث إمدادات الغاز مع الاتحاد الأوروبي
نقلت وكالات أنباء، السبت، عن ألكسندر نوفاك نائب رئيس وزراء روسيا قوله إن موسكو مستعدة لإجراء محادثات مع الاتحاد الأوروبي بشأن إمدادات الغاز الطبيعي قبل انتهاء اتفاق مع أوكرانيا لنقل الغاز في أواخر 2024.
وبموجب اتفاق مدته خمس سنوات أبرمته موسكو مع كييف في 2019، تصدّر روسيا الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا مقابل رسوم استخدام شبكة خطوط أنابيب.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن نوفاك قوله: "إذا رغب الطرف الآخر وهو الاتحاد الأوروبي، فنحن مستعدون للمناقشات. حتى الآن، لا نرى أي رغبة في هذا". "غازبروم" الروسية من الغاز الطبيعي إلى الصين مستوى تاريخي جديد بسبب ارتفاع الطلب الكبير من الجانب الصيني.
وقالت الشركة في بيان، نوفمبر الماضي، إن شركة النفط الوطنية الصينية "سي إن بي س" قد طلبت كميات كبيرة من الغاز عبر خط "باور أوف سيبيريا 1" في 23 نوفمبر بما يتجاوز الالتزامات التعاقدية لـ"غازبروم"، بحسب وكالة "تاس" الإخبارية.
وأكد البيان أن الشركة قامت بتوفير كل الكميات المطلوبة من الجانب الصيني، وسجلت رقماً قياسياً جديداً لإمدادات الغاز اليومية إلى دون أن تحدد حجم الإمدادات.
نتيجة للقطيعة، فقد عزمت حكومات دول الاتحاد الأوروبي على البحث عن مصادر أخرى للنفط، حيث بدأت في عمل علاقات قوية بين دول عدة في الشرق الأوسط لإمدادها بالنفط والغاز المسال مثل المملكة العربية السعودية، الإمارات، قطر، مصر في 2023.
مفاوضات هادئة، ربما تقود لسلام دائم
هو ما تسعى إليه الولايات المتحدة بالفعل، يأتي هذا في ظل حرص القيادة الجديدة والممثلة في الحكومة الأمريكية وبقيادة الرئيس ترمب على ضرورة إنهاء الصراع وإنهاء حالة الإنقسام.
الإستقرار السياسي، يعني إزدهار اقتصادي
عندما نتحدث عن الإستقرار السياسي، فإننا سنتحدث بالضرورة عن تقدم وإزهار اقتصادي بالتأكيد.
فالاقتصاد والسياسة وجهان لعملة واحدة، فلا يمكن وجود إستثمار أو بيئة أعمال مناسبة دون توفر حالة من الإستقرار الأمني.
وعودة إلى ذات السؤال: هل ستعود العلاقات بين الأطراف مرة أخرى؟
يبدو بأن الأيام القادة حُبلى بالأحداث والمفاجآت، تلك والتي من الممكن أن تغير مسار المفاوضات إلى تغيير جذري في النظام السياسي والاقتصادي العالمي.
خاتمة
هنا، يقف الاتحاد الأوروبي على مفترق طرق بين إحتمالية عودة العلاقات السياسية والاقتصادية بينه وبين روسيا.
فهل سيعمل الجميع من أجل إنقاذ الاقتصاد العالمي في الفترة القادمة؟.
✔رأيك ذو قيمة ويثري محتوى الموقع.
أسرة موقع:
شرفنا بتواجدكم معنا.. تعليقاتكم بناء ونهج نسير عليه