مساحة اوروبا، قوة تحتاج إلى الدعم
مساحة اوروبا، بالرغم من مساحتها الهائلة وقوتها الاقتصادية الضاغطة، إلا وأن الكلمة العليا تكون لصاحبة الاقتصاد الأكبر والأول في العالم وهى الولايات المتحدة.
خريطة أوروبا
تلك القارة العجوز والمترامية الأطراف والتي ظلت على مدار مئات السنين على قمة الهرم العالمي سياساً، اقتصادياً، إجتماعياً. لكن اليوم، ونحن على أعتاب تحول تكنولوجي وتقني كبير، يتسائل الكثيرين حول مدى هذا التأثير الأوروبي في إتخاذ القرارات المصيرية والتي ربما تحدد مصائر الدول.
فمن يتحكم في إقرار السلام العالمي إذن؟
هى الولايات المتحدة الأمريكية قولاً واحداً، تلك صاحبة أكبر اقتصادات العالم وأبلغها تأثيراً. هذا ما شهدناه في الفترة الأخيرة، خاصة بمجييء ترمب للحكم والجلوس على قمة الهرم في البيت الأبيض.
من العقوبات الاقتصادية إلى الرسوم الجمركية ومروراً بالحرب التجارية. نعم، فالاقتصاد هو من له الكلمة الفصل في هذا الشأن، بل هو المتحكم الرئيس في المشهد الاقتصادي والسياسي أيضاً إن شئت.
فالاقتصاد الأمريكي المهيمن على الاقتصاد العالمي، إنما هو السيد والمتحكم الأكبر في زمام الأمور ولا شك. محرك الاقتصاد العالمي، يتأتي هذا من خلال ما شهدناه في الفترات الأخيرة خاصة مع فرض إدارة ترمب رسوماً جمركية على السلع والواردات القادمة من دول العالم إلى أمريكا.
تقرير: قناة الجزيرة
لماذا تتفوّق الولايات المتحدة اقتصاديا على الدول الغنية الأخرى؟ومنذ بداية عام 2020، وقبل جائحة كوفيد-19، سجل الاقتصاد الأميركي نموًا حقيقيًا بلغ 10%، وهو ما يعادل 3 أضعاف متوسط النمو في باقي دول مجموعة السبع "جي 7" (G7).وبحسب صندوق النقد الدولي، تُعد الولايات المتحدة الدولة الوحيدة ضمن مجموعة العشرين "جي 20" (G20) التي تجاوز ناتجها الاقتصادي وأرقام التوظيف فيها التوقعات قبل الجائحة.وقد انعكست هذه الديناميكية الاقتصادية على الحياة اليومية للأميركيين، حيث زادت رحلاتهم وإنفاقهم بالخارج، مما يعكس مستوى الثقة في الاقتصاد الداخلي وقدرته على توفير الفرص والوظائف وفقا لذات المصدر.وترافق النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة مع تعزيز مكانة الدولار كعملة عالمية مهيمنة.أداء اقتصادي أفضلقوة الدولار وزيادة الثقة بالاقتصادمزايا جغرافية وبنية تحتية قويةوبحسب إيكونوميست فإن قوة الدولار تعني قدرة الشركات الأميركية على الدخول بسهولة في التجارة الدولية، وكذلك قدرة المستثمرين الأجانب على الثقة في الأصول الأميركية.وقد تجلى ذلك في الأعداد الكبيرة للأميركيين الذين يسافرون وينفقون مبالغ قياسية خارج البلاد، مما يعكس القوة الشرائية العالية للدولار.ورغم التوقعات التي سادت قبل عقد مضى بأن الصين ستتجاوز الاقتصاد الأميركي لتصبح أكبر اقتصاد في العالم، إلا أن الواقع يشير إلى عكس ذلك. فقد شهدت الصين تباطؤًا في نمو ناتجها المحلي الإجمالي، الذي انخفض إلى حوالي 65% من الناتج الأميركي عام 2024 بعد أن كان 75% عام 2021.ووفق إيكونوميست يُعزى جزء كبير من هذا النجاح إلى ميزات جغرافية تتمتع بها الولايات المتحدة. وكاقتصاد شبه قاري يمتد عبر 50 ولاية، تستطيع الشركات الأميركية الوصول بسهولة إلى سوق استهلاكية ضخمة ومتنوعة.وتتيح هذه السوق للشركات إطلاق منتجاتها أو تطبيق أفكارها بسرعة وكفاءة على نطاق واسع، من كاليفورنيا إلى ميشيغان وبقية الولايات.بالإضافة إلى ذلك، تتمتع الولايات المتحدة بسوق عمل كبير ومتكامل يتيح للعمال التنقل إلى الوظائف الأفضل ويجذب القوى العاملة إلى القطاعات الأكثر إنتاجية.كما يُعد امتلاك الولايات المتحدة حدودا مفتوحة نسبياً مع دول أميركا اللاتينية مصدراً لتعزيز القوى العاملة، حيث يوفر تدفق العمالة اليدوية المطلوبة للقطاعات الصعبة مثل الزراعة والبناء ما يعزز من قوة الاقتصاد الأميركي.
فهل تستطيع مساحة اوروبا تلك وبدولها وإقتصادها الضخم مواجهة التغول الأمريكي على الاقتصاد العالمي؟
ربما لا يمكنها ذلك، وهذا ما عرفناه خاصة في الفترة الأخيرة وذلك من حيث إنسحاب الولايات المتحدة وتنصلها من دعم حلف الناتو العسكري.
كذلك، الإنسحاب من الكثير من تعهداتها الدولية تجاه العالم بحجة تنمية وتقوية الاقتصاد الأمريكي.
قارة أوروبا بحث كامل PDF
وبالرغم من مساحة اوروبا والإتحاد الأوروبي، إلا وأن هذة الدول لا يمكنها أن تتصرف منفردة دون الولايات المتحدة. أسهم شركات الدفاع، تلك الأسهم والتي شهدت إرتفاعات قوية هذة الفترة خاصة بعدما أعلنت إدارة ترمب عن عزمها القليل من دعمها العشكري اللامحدود لحلف الناتو.
إتجهت حكومات الإتحاد الأوروبي إلى إقتطاع مبالغ مالية ضخمة وذلك للإنفاق على قطاع الدفاع ودعم التمويل العسكري. تدرك أوروبا أنها لا تستغني عن الولايات المتحدة، تلك والتي تعد الداعم الأول لها سياسياً، اقتصادياً وحتي عسكرياً.
السلام العالمي
السلام لا بد من قوة تحميه، هذا والذي يتطلب بذل المزيد من الجهود من جانب الأطراف مجتمعة وحتى يسود ويرفرف عالياً.
الاقتصاد، هو الأخر والذي يعد جزءاً لا يتجزأ من السلام. الإستقرار، فإحلال السلام إنما هو سبباً لتحقيق الإستقرار، وذلك الأخير والذي هو نتيجة طبيعية للسلام بالتأكيد.
✔أوروبا لا تستطيع أن تغرد منفردة، وبعيداً عن الولايات المتحدة الأمريكية.
لا، التوافق ربما البعيد المدى، لكن هو المسار الوحيد والمحتمل في مقبل الأيام. العلاقات الأمريكية الأوروبية هى علاقات دوماً توافقية، فلا يمكن لأوروبا الإستغناء عن أمريكا، ولا يمكن للأخيرة التخلي عن أوروبا بمساحتها وقوتها الاقتصادية.
❤سؤال
س: برأيك، ما هى توقعاتك للتحالف الأوروأمريكي في إنقاذ الاقتصاد العالمي من عثراته؟
رأيك ذات قيمة، يثري محتوى الموقع ويرقى به.
أسرة موقع:
شرفنا بتواجدكم معنا.. تعليقاتكم بناء ونهج نسير عليه