انهيار بنوك امريكا، انهيار النظام المالى العالمى
انهيار بنوك امريكا، هو خلل مالى نتيجة لاعتماد استراتيجية خاطئة فى بنية النظام المالى العالمى، أدت الى ذعر بين أوساط المودعين، تابعونا على قطوف.
![]() |
انهيار بنوك امريكا |
لماذا انهيار المصارف عالميا؟ لقد كان اعتماد نظام الرأسمالية وانحسار الثروة فى أيدى قلة تلك والتى لا تتعدى ال(5%) عالميا، أن كان له نتائج كارثية على مدار قرن من الزمان والسبب الرئيس فى انهيار بنوك امريكا كذلك، ان انعدام العدالة والمساواة كان هو أساس النظام الرأسمالى الجديد، ذلك النظام والذى قد أثبت قصوره بل وكان سببا فى تشوه النظام المالى العالمى.
بنك (سيليكون فالى)
يعد بنك (سيليكون فالي) من أوائل البنوك والتى انهارت نتيجة للاضطرابات الحادثة عالميا، ذلك والذى كان ضحية للتضخم على خلفية تخوف المستثمرين من المجازفة باستثماراتهم فى ظل مناخ استثمارى مضطرب، فما كان ممكنا فى السابق لم يعد كذلك الأن، فالمستثمر يتحسس المناخ والذى يرغب الاستثمار فيه أولا وذلك نظرا لما يحدث فى العالم الأن من اضطرابات لم تكن موجودة من قبل.
لماذا أفلس النظام المالى العالمى؟ ارهاصات دمار مالى يبدو فى الأفق، ولكن هل يعنى ذلك دخول العالم فى منعرج تدميرى سيشمل العالم برمته؟ لقد أضحى النظام العالمى يعانى تشوهات مالية كثيرة بدأت مع حدوث الأزمة العالمية فى عام 2008، تلك الأزمة والتى لم يكتشف سبب حدوثها الا بعد وقت طويل.
لقد أثبت نظام الرأسمالية تشوهه والواثع قد أثبت ذلك بالدليل والتجربة، فما حدث فى العشرينيات من (الكساد الكبير) مرورا بأزمات مالية متلاحقة وانتهاءا لما نراه اليوم، انما هو قمة الانهيار وانعدام وجود رؤية استثمارية واعتماد استراتيجية سليمة من قبل الاقتصاديين فى العالم، فكان هذا مقصزدا بل وهدفا لكبار المستثمرين وذلك اللوبى المسيطر على الثروة.
أثره على النظام العالمى
فبدأت البنوك فى الانهيار والتى لم يحسب لها الحسبان من قبل هؤلاء قط، وأصبح العالم بين خيارين لاثالث لهما اما أن تسارع الأحداث وتصبح (ثريا) وفى أقل وقت، واما سيلاحقك الفقر لا محالة ذلك الشبح والذى قد وقع فريسته دولا وشعوب.
إفلاس البنوك الأميركية.. ارتدادات على العالم | #غرفة_الأخبار
أدرك خبراء الاقتصاد والاستثمار أن اعتماد الاقتصاد العالمى على القروض ونظام الفوائد المصرفية والتى تخطت مستويات قياسية، أنها قد كانت السبب الرئيس فى حدوث انهيار للنظام المالى العالمى، ذلك الانهيار والذى لم يكن وليد اللحظة.
فزع المستثمرين فى شتى أنحاء العالم ونشوء حالة من الهلع نتيجة ربما لاشاعة ما، قد دفع الى سحب المودعين لاستثماراتهم من المصار ف دفعة واحدة ما قد أدى الى اختلاق هذة الأزمة المالية، فكانت كقطعة (دومينو) بدأت بالسقوط فتوالت باقى القطع كذلك على نفس المنوال.
وانما كان نتاج اعتماد نظام مالى خاطىء سارت عليه الولايات المتحدة وتبعها فى ذلك بقية دول العالم، انها الرأسمالية وسيطرة النفوذ وتحجيم الاقتصاد فى أيدى قلة تحركه كيفما تشاء ووقتما تريد، فأصبح العالم أسير (اقتصاد هش) ودون الاعتماد على تلك الموارد الحقيقية لبناء اقتصاد حقيقى.
تنجح الدول عندما تعتمد على مواردها الذاتية فى بناء اقتصادها، فتقم بتسخير كافة الامكانات والموارد الطبيعية وكذلك البشرية فى التأسيس لاقتصاد قوى يقوم على مصادر تمنحه القوة وتعطيه قبلة الحياة، فكل دولة لديها من الثروات الطبيعية تلك والتى تتمثل فى النفط والغاز والفحم والمنجنيز والرصاص والفسفور.. الخ اذا ما أحسن استغلال تلك الموارد.
ويحضرنا فى ذلك التجربة الصينية واليابانية فى هذا الصدد، هاتات الدولتان واللذان ركزا على العنصر البشرى أولا كمحور لبناء الاقتصاد، يليه الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية مع تقدير قيمة الوقت كأحد الدعائم القوية فى ذلك الصرح الشامخ (الاقتصاد)، والذى هو أساس حياة ومبدأ لكل مواطن.
اعتمد النظام الرأسمالى على سياسة رفع نسب الفائدة البنكية طيلة عقود مضت، بل ويجد فى ارتفاع الفائدة أرضا خصبة يترعرع بها وينمو ويتجذر، ان اعتماد كثير من رجال الأعمال على الأموال الساخنة والتى تدخل النظام المصرفى ولمدة بيسطة أو محددة، يؤدى بدوره الى ارتفاع مستويات التضخم وارتفاع الأسعار.
ان الاستثمار ووضع رؤوس الأموال فى المصارف نظرا لارتفاع الفائدة عليها يعد قاتلا للاقتصاد، فالعمل بمبدأ ضخ الأموال الساخنة فى البنوك وسحبها بعد مدة محددة ما هو الا تدمير ممنهج لاقتصاد الدول، فلا يوجد اقتصاد فى العالم يبنى على هذا الأسلوب والذى أسس ورسخ دعائمه النظام الرأسمالى العالمى.
لقد أدى ذلك المناخ الى خلق فوارق طبقية بين فئات المجتمع كافة ومعاناة السواد الأعظم من البشر من الفقر المدقع وانعدام الخدمات، أضف الى ذلك انتشار الأوبئة والأمراض والتى كانت نتيجة طبيعية لتردى الخدمات الصحية المقدمة، ما زاد من المعاناة وانخفاض متوسط عمر الفرد بين شعوب الدول النامية.
كان لانعدام الثقة بين القوى العالمية الكبرى والتشكيك فى الرواية الأمريكية حول منشأ (كوفيد 19) والقاء الاتهامات جزافا بين الجانبين، فقد كان نتيجة لهذة الخلافات تأزم الأزمة الصينية الأمريكية بل والتصعيد من كلا الجانبين، ما قد أدى الى التهديد باستخدام السلاح النووى بعد أن ظل العالم فى حرب باردة طيلة أكثر من أربعون عاما.
افلاس بنوك في امريكا
كان لمسلسل انهيار البنوك الأمريكية أن ترك زلزالا اقتصاديا على مستوى العالم أجمع، فبدأت البنوك تلو الأخرى ومن بينها بنك كريدي سويس السويسرى والذى كان على حافة الانهيار هو الأخر، ولكن وبحسب تصريحات وزارة الخزينة الأمريكية بأن النظام المالى الأمريكى ما زال صلبا وضد الأزمات والصدمات.
يعول المستثمرين ورجال الأعمال على تنمية واستثمار رؤوس أموالهم فى السندات وأذون الخزانة، ويعزو ذلك الى ارتفاع العائد عليها اذا ما قورنت بأدوات الدين الأخرى وشهادات الادخار، ووسط حالة التضخم والتى يعيشها العالم حاليا فيتجه المستثمرين وبقوة الى ضخ استثماراتهم فى المعدن الأصفر.
فعند ارتفاع الأسعار وارتفاع نسب التضخم واتجاه الفيدرالى الأمريكى الى اتباع سياسة نقدية تشددية نحو رفع معدلات الفائدة، فترتفع شهية المستثمرين تجاه الاستثمار فى الذهب كملاذ أمن، ولكن ماذا يسمى اذن هذا النوع من الاستثمار؟ انه الاستثمار الشخصى ان صح القول والذى لا يجدى نفعا.
فاتجاه قلة من مالكى الثروة نحو هذا الأسلوب فى استثمار الأموال، ما هو الا استثمار لا يعود بالفائدة الا على قلة أو فئة بعينها لا تتعدى ال(5%) من المجتمع، وهو ما قد أحدث شرخا مجتمعيا وسع من الفجوة بين طبقات المجتمع، وأسس بدوره الى نظام عالمى يقوم على الرأسمالية وانحسار الثروة فى يد فئة قليلة..
خلاصة
اذا ما تحدثنا عن مسلسل انهيار بنوك امريكا، فيحضرنا أن نتذكر أن الولايات المتحدة هى من كانت السبب فى ذلك، هذة القوة الاقتصادية والعسكرية والتى أسست لنظام مالى عالمى أرست دعائمه. فاذا ما أردنا أن نصلح ذلك النظام فعلينا أن نبدأ باقتصاد حقيقى يقوم على استغلال الموارد الطبيعية لكل دولة، وعدم التركيز على الفوائد المصرفية والأموال الساخنة، والتى كانت سببا فى تدمير النظام المالى العالمى وانحسار الثروة بيد قلة فليلة.
انهيار بنك "سيليكون فالي" الأميركي.. تداعيات على الاقتصاد العالمي| #غرفة_الأخبار
شرفنا بتواجدكم معنا.. تعليقاتكم بناء ونهج نسير عليه