ترتيب اقتصاد دول العالم 2023
ترتيب اقتصاد دول العالم 2023، اذا ما تناولنا بالحديث عن فسيحضرنا القول مباشرة الاقتصاد الأمريكى أولا، الاتحاد الأوروبى، الصين، اليابان.. الخ.
![]() |
ترتيب اقتصاد دول العالم 2023 |
الهيمنة الأمريكية وسيطرة الدولار على الاقتصاد العالمى لم يأت من فراغ، فالهيمنة الاقتصادية الأمريكية تعنى السيطرة على منابع النفط فى العالم، وهذا لن يأت الا من خلال القوة العسكرية الجبارة للولايات المتحدة والتى فرضت نفسها على العالم أجمع، ما قد أدى الى استغلال ثروات الشعوب.
كيف تقاس قوة الدول؟
قوة الاقتصاد هى المعيار الأول والمتحكم فى قوة أى دولة، ولكن تختلف هذة النظرة تجاه الولايات المتحدة الأمريكية، تلك القوة الاقتصادية الضخمة والتى لا تضارعها قوة اقتصادية فى العالم، وعند القول بأن اقتصاد أمريكا هو الاقتصاد الأول فسنخص بالذكر أشياء مهمة ينبغى مراعاتها وحتى لا يختلط فهم البعض.
فكثير من الناس قد يأخذهم الخيال حول قوة الاقتصاد الصينى وامكانية منافسة نظيره الأمريكى، صحيح أن الصين هى ثانى أكبر اقتصاد فى العالم ولكن هناك عدة اعتبارات أخرى وعند الحديث عن ترتيب اقتصادات الدول، هناك عدة أمور ينبغى وضعها فى الحسبان.
الاتحاد الأوروبى والغرب
ويمكن القول كذلك الدول الأوروبية تلك والتى استطاعت أن تنفذ اتحاد قوة انتهى بتوحيد عملتها الى (اليورو) كعملة رسمية، وبالرغم من هذا تسير أوروبا جمعاء فى فلك الولايات المتحدة وتخنع الى تلك القوة الجبارة وبكامل ارادتها، فالغرب يخضع ويعيش تحت مظلة أمريكا وبكامل ارادته.
والسر فى ذلك هو ارتباط الولايات المتحدة تاريخيا بصلة أنساب وقرابة ومنذ أزمان طويلة بالغرب، ولا يريد الأخير الى الخروج من عباءة الولايات المتحدة بأى حال وتجلت تلك المظاهر فى قيادة أمريكا للعالم ولحلف الناتو وبرضا تام من أوروبا ودولها كالسويد، ألمانيا، ايطاليا، البرتغال، بريطانيا، النمسا، المجر، النرويج، بولندا، اسكتلندا، هولندا، ايرلندا.. الخ.
اضافة الى ارتباط أمريكا والغرب بعلاقات ومصالح قوية ومشابكة هى التى تحدد تلك العلاقة، ظهر ذلك جليا كذلك مع انهيار الامبراطورية البريطانية تلك والتى كان يطلق عليها فى وقت من الأوقات (الامبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس) قديما، ومع بزوغ نجم الامبراطورية الأمريكية والتى أصبح لها الكلمة الأولى وبلا منازع.
سلمت بريطانيا للولايات المتحدة راية قيادة العالم أنذاك وقت بلوغ أوج نجم بريطانيا، ولكن وكما قيل قديما ومع بلوغ حضارة ما أوج قمتها فأذن لها بالانهيار، وهذا ما حدث بالفعل وانتقلت مهمة قيادة العالم الى الولايات المتحدة الأمريكية وبرضا أوروبا كاملة بهذا الواقع الجديد.
فكانت أمريكا على موعد مع القدر وتحقق لها ما كانت تصبوا اليه، سيطرت الولايات المتحدة على رابطة الجأش وانتزعت قصب السبق فى زعامة العالم، فاستطاعت أن تكون وبحق شرطى العالم وبلا منافس، ولم لا قوة فى الاقتصاد، التسلح، الثروات الطبيعية، النفطية، الزراعية.. الخ.
كانت لغة المصالح هى عنوان الاتحاد والتعاون بين أمريكا والغرب فى مواجهة أية قوة أخرى قد تفكر فى الظهور، وحدث بالفعل صدق حدس الولايات المتحدة والغرب فيما توقعوا، فقد برزت قوى اقتصادية أخرى على الساحة تمثلت فى الصين وروسيا والهند ودولا أخرى.
حملت أمريكا راية الدفاع عن أوروبا دعمها فى ذلك قوة الاقتصاد الأمريكى وتفوقه على غيره، حيث تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية ثروات طبيعية ضخمة نظرا لكونها دوله شاطئية، اذ تمتد الولايات المتحدة بسواحل طويلة تمتد لألاف الكيلومترات على جانبى المحيطين الهندى والهادى.
وهذ المعيار دعم أمريكا الدفع باقتصادها الى الأمام وبقوة فى ذلك الترتيب العالمى ومنذ زمن، فكان لهذا الامتداد امتلك الولايات المتحدة لثروات نفطية ضخمة ومنصات تكرير فى المحيطين، حيث تكتشف بفضل التكنولوجيا العالية منصات جديدة يوميا، وهذا ما لا يحدث فى أى دولة من دول العالم.
أضف الى ذلك ونتيجة لما سبق تفوقها فى مجال الثروة السمكية كذلك وضخامة انتاجها من الأسماك بكافة أنواعها، الى جانب موقعها الجغرافى والذى يكاد يحتل ويوشك على نصف قارة أمريكا الشمالية، ما كان داعما لها فى قوة الانتاج الزراعى وتفوقها واحتلال الترتيب رقم واحد فى معظم الغلات.
فاذا ما تناولنا ترتيب اقتصاد دول العالم 2023 فحدث ولا حرج عن اقتصاد أمريكا والذى يعتمد أفضل أساليب التقنية الحديثة، ما جعله علامة مميزة بين المنتجين حول العالم قوة فى الانتاجية وجودة، اضافة الى التبادل التجارى بين الولايات المتحدة والغرب، حيث تعد الدول الأوربية سوق لتسويق المنتجات الأمريكية والعكس.
قوة الاقتصاد ليست وحدها
واكمالا لما سبق فقوة اقتصاد أى دولة تتوقف على قوة اقتصادها ولكن الوضع هنا والنظرة تختلف، فأمريكا كأكبر قوة فى العالم فيكثر حولها المتربصين والأعداء تماما كالشخص الناجح، فقد أخذت الولايات المتحدة بمبدأ يجب أن يكون هناك اقتصاد يحميه القوة.
ومن هنا ظهر ما يعرف بالقوة العسكرية والتى هى أصلا موجودة فى ذلك البلد الكبير، وهنا يحضرنا ذلك السؤال:- هل قوة الاقتصاد الأمريكى وحدها تكفى لتفوق الولايات المتحدة؟ قولا واحدا لا، ولماذ؟ الجواب هو بزوغ قوى أخرى اقتصادية عالمية تصارع الاقتصاد الأمريكى.
ما استدعت الحاجة الى ظهور ما يعرف ب(قوة الردع النووى) نعم والتسلح للحفاظ على ما أنتجته تلك الحضارة، فعندما أيقنت أمريكا والغرب بالغنائم الكثيرة والثروات الطبيعية تلك والتى تمثلت فى النفط فى العراقـ فهرع الغرب بقيادة أمريكا بغزو العراق ونهب ثرواته بذرائع عدة.
وهذا ما فعلته فى أفغانستان ودول عدة والهدف هو اضعاف الدول وزيادة النفوذ الأمريكى والغربى عسكريا واقتصاديا، انها الأطماع الاستعمارية والمختبئة خلف عباءة الديمقراطية والحفاظ على الحريات، وما تتشدق به الولايات المتحدة فى حماية الديمقراطيات فى العالم ولكن الهدف معروف.
وبترتيب اقتصاد دول العالم 2023 سنجد أن الصين هى ثان اقتصاد بعد الولايات المتحدة الأمريكية، يليها اليابان ثم تأتى ألمانيا فى المركز الرابع عالميا من حيث قوة الاقتصاد والناتج المحلى الاجمالى، يدعم أمريكا الى جانب القوة الاقتصادية الضخمة القوة العسكرية.
تسعى جاهدة الى الحفاظ على تلك الانجازات والتى حصدتها طيلة أكثر من مائتى عام ومنذ نشأة هذة الامبراطورية، يسير فى نفس الاتجاه دول أوروبا عامة على اعتبار أن أمريكا هى التى حملت راية قيادة العالم وبكل استسلام من الغرب، ولكن السؤال:- كيف ستحافظ الولايات المتحدة على تلك الانجازات؟.
تعتبر الولايات المتحدة ظهور منافسين لها على الساحة الدولية كالصين وروسيا تهديدا وجوديا، لذا سعت ومنذ فترة ليست ببعيدة فى جمع الشمل الأوروبى وتعبئة الرأى العام العالمى ضد القوى المناهضة لها، ولعل أبر دليل على ذلك هو التهديد باستخدام السلاح النووى ضد الصين وروسيا.
ونحن نعلم جميعنا الأزمة الصينية التايوانية وكذلك نظيرتها الروسية الأوكرانية بالرغم من علم الولايات المتحدة بنشوب هذة الصراعات مسبقا، والأدهى من ذلك هو الزج بالغرب فى تلك الصراعات ومحاولات انهاك القوى الغربية والكبرى فى ذلك الصراع لصالح الولايات المتحدة..
خلاصة
فأمريكا لديها مصلحة فى ذلك والتى تتمثل فى بقاءها القوة الوحيدة والمسيطرة على العالم، ولكن الى متى ستبقى أمريكا على رأس ترتيب اقتصاد دول العالم 2023 أو أكثر من ذلك، فلا يأمل كثير من الساسة باحتمالية انهيار الاقتصاد الأمريكى وانهيار الدولار، فهذا الوضع لن يتم قبل (40) أربعون عاما على الأقل.
شرفنا بتواجدكم معنا.. تعليقاتكم بناء ونهج نسير عليه