أسباب التحول من النظام الاشتراكي إلى اقتصاد السوق
أسباب التحول من النظام الاشتراكي إلى اقتصاد السوق، هو ببساطة العلاقة بين المنتج والمستهلك بعيدا عن القوانين الحكومية المكبلة للاقتصاد.
![]() |
أسباب التحول من النظام الاشتراكي إلى اقتصاد السوق |
ولتقريب الفكرة أكثر هو تدعيم العلاقة بين المنتجين للسلع والخدمات والمستهلكين بناءا على العرض والطلب، وبهذا النظام الاقتصادى الحر يلغى دور الدولة فى التحكم والرقابة والسيطرة، فلا تحكم من قبل الحكومة أو سيطرة أو رقابة على الأسعار أو حتى أى وجه استفادة من ذلك النظام.
فالمستفيد هو طرفان أحدهما المنتج والأخر المستهلك كمعادلة من طرفين لا ثالث لهما، فهل يمكن تطبيق ذلك فى دول بعينها على أرض الواقع أم لا؟ سنرى، أما دور الحكومة هو دور تنظيمى فقط بين الطرفان، يسمح نظام السوق الى تملك الأفراد للثروة والتغول لقلة من المنافسين.
واذا ما تحدثنا عن أسباب ظهور اقتصاد السوق هو رغبة من فئة معينة فى امتلاك الثروة، ما يسمح لوجود رؤوس الأموال فى أيدى كيانات خاصة هى التى تسيطر على السوق، ما أدى بدوره الى سوء توزيع للثروة وتذمر طبقات أخرى من المجتمع نتيجة لانعدام عدالة التوزيع.
الفقراء يصبحون فقراء والأغنياء يصبحون أغنياء ما قد يؤدى الى انعدام برامج الدعم الحكومى، فالدولة لديها رغبة فى تحكم المستثمرين ورجال الأعمال فى التحكم فى مقدرات البلاد، حيث توفر لهؤلاء مناخ استثمارى جيد قد يؤدى الى تغول النظام الرأسمالى.
ومن هنا كان للاقتصاد الموجه ذلك والذى كان يهدف الى تقليل الفجوة بين الأغنياء والفقراء دورا هاما، ذلك والذى ينافى تماما النظام الاشتراكى حيث يمكن أن نطبق على ذلك الاقتصاد الموجه بالنظام الاشتراكى، ذلك والذى يسعى الى عدالة فى توزيع الثروة وتقليل الهوة بين فئات المجتمع.
وعن أهم أسباب هذا التحول هو الرغبة الملحة لدى مافيا عالمية معينة لاستغلال الثروات، لذا قد برز نظام اقتصادى ثالث يتمثل فيما يعرف ب(النظام المختلط) والذى يشبه النظام الاشتراكى، فهو قد يحقق التوازن بين فئات المجتمع الى حد ما.
وقد يمنع ويقلل من الفجوة بين تلك الفئات فى كثير من الأحيان، لكن هذا قد يأت عكس رغبة أطراف أخرى، فالولايات المتحدة على سبيل المثال كانت من أوائل الدول والتى رفعت شعار النظام الرأسمالى، تلك الدولة والتى نادت بالديمقراطية على مدار أكثر من مائتى عام.
فالولايات المتحدة الأمريكية مثالا للدول التى تمتلك أكبر عدد من أثرياء العالم، يحذوا حذوها فى ذلك ألمانيا، بريطانيا، سويسرا.. الخ، تلك والتى كانت أحد أهم التغيرات والتى طرأت فى العالم، والتى كانت أحد أهم عوامل نشوب اضطرابات عمالية عالمية تنادى بالمساواة بين طبقات المجتمع.
يتطرق بنا الحديث الى نشوب حركات عمالية احتجاجية نتيجة لاقامة نظام عالمى حديث قائم على اقتصاد السوق، ذلك والذى كان من أبرز نتائجه هو ارتفاع مستويات التضخم نتيجة للاضرابات الاجتماعية الناشئة، ما أدى الى ارتفاع الأسعار وبدلا من أن تسعى الحكومات الى التعرف على الأسباب.
ان انعدام العدالة الاجتماعية والتمييز بين فئات المجتمع هو ما أدى الى مثل هذة الصراعات وظهور التضخم، ولكن ماذا يحدث ان راجع العالم نفسه وحاول اصلاح ذلك الخلل المجتمعىأ ان اقتصاد السوق هو تعزيز لفكرة الانانية والتحول من النظام الاشتراكى الى النظام الرأسمالى.
نعم، هذا هو ومازال النظام القائم والمعمول به الى يومنا هذا، نظام يعتمد على الظلم والقهر الاجتماعى وتوسيع الفجوة بين طبقات المجتمع، هى رغبة لأصحاب المصالح هؤلاء والذين لا يشكلون سوى نسب ضئيلة لا تتعدى ال(5%) عالميا، لقد أثبت ذلك النظام فشله الذريع.
ان تحقيق مبدأ المساواة وعدالة توزيع الثروة هو قمة النجاح لأى نظام اقتصادى، أما اقتصاد السوق فهو منافى تماما لما سبق والذى بدوره يسعى الى تدمير الاقتصاد ما دامت الحلول غير متوفرة، وما دام هناك عدم توافر نية خالصة من قبل هؤلاء المتحكمون فى الثروة فى السير فى هذا الاتجاه.
أصبح العالم اليوم رهينة لهذة الأنظمة الفاسدة والتى قد أحدثت خللا وتشوها فى الاقتصاد، فاقتصاد السوق يسير عكس الاتجاه والعالم اليوم قد اختلف عن نظيره بالأمس، فما كان من الممكن تقبله من المجتمع سابقا فهو اليوم ضرب من المستحيل، على الجميع أن يبدأ فى ايجاد الحلول بما أن اقتصاد السوق والنظام الرأسمالى هما وجهان لعملة واحدة.
يلعب اقتصاد السوق دورا فى القطاع الخاص نتيجة لتغول رجال الأعمال والمستثمرين على الثروة، يبدأ الاحتكار من هنا حيث يسيطر هؤلاء على القطاع الخاص وأدوات الانتاج والعمل السيطرة، يسيطر هؤلاء على مقدرات البلد مع وجود دور ضعيف يتمثل فى التنظيم فقط.
اقتصاد السوق الحر يشجع على الابتكار وايجاد حلول اقتصادية عاجلة للمشكلات والعقبات الاقتصادية، ولكن قد يؤدى اقتصاد السوق الى ظهور تكتلات مركزية اقتصادية فى يد البعض، وحتى البرامج الاجتماعية لا وجود لها فى هذا النظام حيث يغيب دور الدولة بالكلية..
خلاصة
ُEcon-19| الأنظمة الإقتصادية | اقتصاد السوق - الإقتصاد المخطط - الإقتصاد المختلط |ECONOMIC SYSTEMS
شرفنا بتواجدكم معنا.. تعليقاتكم بناء ونهج نسير عليه