روسيا ورهانات التحول
روسيا ورهانات التحول، هو مراهنات وتوقعات للتفوق الروسى ودول المحور على كافة الاتجاهات فى عالم يحكمه القطبية.
فبادىء ذى بدء قد يأخذنا طرف الحوار الى الحديث حول ذلك الصراع بين القوى الكبرى ومحاولات السيطرة، ذلك الصراع والذى قد بدأ فى التشكل وبدت ملامحه وسط تحديات وعناد حول التحكم وفرض الارادة، تلك الارادة والتى من الممكن أن تفرض بالقوة فى عالم لا يحكمه صوت العقل.
معنى رهانات التحول الروسى
وبعبارة أخرى موجزة هو الذهاب الى فكرة اتحاد دولى بين عدة دول، تلك والتى تؤسس لتعاون على الصعيد السياسى والاقتصادى فيما بينها، تسعى الدول الأعضاء الى دعم مبدأ توسيع وضم أعضاء وبلدان أخرى جديدة، وتهدف من ذلك التعاون الى تحقيق التوازن الأقليمى والدولى وعدم استئثار قوى عالمية أخرى بالقرار الدولى.
والمقصود بذلك هنا هو تعاون أمنى بين شعوب عدة فى مجابهة أطرافا أخرى تنفرد بصنع القرار العالمى، ويتجلى ذلك التعاون فيما يعرف ب(منظمة شنغهاى للأمن) والتى كانت نقطة بداية وبادرة أمل لدول تؤسس لمبدأ الحرية والمساواة، ولكن ذلك التعاون قد يلاقى تحديات جمة وقد يلاقى رفضا من قوى عالمية كبرى.
مهد المنظمة بدأ باجتماع فى (آستانا) عاصمة كازاخستان والتى ضمت بعد ذلك الهند وباكستان ما عزز من قوة المنظمة، تهدف المنظمة بالأساس الى تعزيز التعاون الأمنى والعسكرى بين دولها، وكذلك صد أى تهديد يكون بمثابة خطر على أى من الدول الأعضاء.
تضم نصف سكان الأرض تقريبا.. تعرف على منظمة شنغهاي للتعاون
ترفض تلك الدول مبدأ القطبية والتحول الى عالم متعدد الأقطاب يسعى فيه الجميع الى تحقيق مبدأ الديمقراطية، ويتأتى ذلك من خلال احترام ارادة الدول والممارسة الحقيقية للديمقراطية والاقتصاد الحر، والتحول كذلك من الرأسمالية وعدم انحسار الثروة فى أيدى قلة ودون غيرهم.
وهو تعاون بين دول عدة فى ظاهره ولكنه تعاون وحلف عسكرى قوى يقوده الصين، روسيا، الهند، باكستان، كازاخستان، باتفاق الدول الأعضاء ضرورة معارضة التدخل الخارجى فى شئون الدول، وهذا سر العداء بين الغرب والولايات المتحدة والتى تسمى بدول الحلفاء ضد الصين وروسيا وكوريا الشمالية (دول المحور).
واذا ما عدنا الى الوراء برهة وتذكرنا سويا ما حدث للاتحاد الأوروبى فى مهده، فسنجد أن تلك الدول قد قامت على مبدأ توطيد العلاقة فيما بينها وبعضها البعض، يسعى الاتحاد الأوروبى وعلى الجانب الأخر الى البدء فى توطيد وتحسين العلاقة فيما بين دول الاتحاد والصين خاصة فى السنوات الأخيرة.
فنجد أن هناك أصوات داخل الاتحاد تنادى بعدم تحييد دور الصين واعتبارها طرفا جوهريا فى حل الأزمات الجيوسياسية الحالية، وتدعوا دوله الأعضاء الى ابرام صفقات تجارة حرة فيما بينها وبين التنين الصينى، يقود هذا الاتجاه ألمانيا والتى لا تؤيد الولايات المتحدة ودول أوروبا فى شن هجوم مضاد على الصين.
والمقصود هنا هجوم سياسى واقتصادى ضد التنين الصينى حيث أن الصين والاتحاد الأوروبى يربطهما علاقات تجارية ومصالح مشتركة، وذلك على اعتبار أن خسارة الصين يعد خسارة لقطب بل وعمود اقتصادى جوهرى فى بنية الاقتصاد العالمى، يسعى الاتحاد الأوروبى الى تعزيز السوق والعملة.
صفقات عسكرية تقدر بمليارات الدولارات عززها ذلك التعاون والذى أظهر نواياه خلال السنوات الأخيرة، يبدأ الانضمام الى منظمة شنغهاى للأمن بصفة (شريك حوار) لدولة ما ثم الانضمام رسميا اليها، بدأت بعض دول الشرق الأوسط للانضمام للمنظمة وذلك لتعزيز التعاون فى مختلف المجالات.
وكذلك كنوع من تنويع الشراكة بين الدول كافة وعلى مختلف الأصعدة، تلك الشراكات والتى ينبغى ألا تقتصر على دولا بعينها كالولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبى، وفى ظل هذا المنحى حذت دولا أخرى كثيرة حذو دولة كالمملكة العربية السعودية وأخذت نفس الاتجاه.
لم يقتصر دور الاتحاد الأوروبى على دوله الأعضاء والمعروفين منذ نشأته، ولكن سعى فى الفترة الأخيرة الى ضم دولا أخرى كدول البلقان مثل جورجيا، صربيا، لاتفيا، الجبل الأسود.. الخ، وذلك فى محاولة لتوطيد العلاقات الاقتصادية والسياسية بين دوله الأعضاء ومجابهة أية تهديدات.
واذا ما تناولنا بالذكر دول منظمة شنغهاى للأمن سنجد أن روسيا تعد من مؤسسى تلك المنظمة، وروسيا هى أكبر دولة فى العالم من حيث المساحة وتحتل المركز الثانى عشر بين دول العالم فى ترتيب اقتصادها عالميا، حيث تمتد الأراضى الروسية على طول القطب الشمالى من الكون.
عرف الاتحاد الروسى قبل تفككه بالاتحاد السوفيتى فى حقبة الثمانينيات والذى كان يحكمة النظام الاستبدادى، عرف بعد ذلك ب(روسيا الاتحادية) والتى يبلغ تعدد سكانها ما يتعدى ال(140) مليون نسمة بقليل، حيث تسعى دول أوروبا قاطبة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية الى مواجهة أية تحديات خاصة مع بزوغ قوى أخرى جديدة كروسيا والصين.
Step News Agency - وكالة ستيب نيوز
سيكون طرف في الحرب العالمية إذا اندلعت ... منظمة شنغهاي للتعاون حلف عسكري يهدد أوروبا
شرفنا بتواجدكم معنا.. تعليقاتكم بناء ونهج نسير عليه