أهمية الأمن السيبراني
أهمية الأمن السيبراني، هو سلاح جديد تستخدمه الدول للتحكم والسيطرة وذلك من خلال العالم الرقمى، فأصبح له أهمية قصوى اليوم تابعونا على قطوف.
تكمن أهمية الأمن السيبرانى فى كونه يؤثر على مقدرات واقتصادات الدول كافة، فما نشهده اليوم من اضطرابات جيوسياسية على الصعيدين المحلى والدولى أساسه عمليات الاختراق الرقمى، فنتيجة للصراع على امتلاك الثروات وكذلك الرغبة فى السيطرة على الأخر فقد نشأت هذة الكوارث.
توظف الدول والحكومات أشخاصا متخصصون فى مجال الأمن السيبرانى لحماية البيانات الحكومية، ومن هنا جاءت هذة الأهمية لتأثيره على أنظمة الدول والتى من بينها الاقتصاد، والتغول كذلك فى التأثير على قرارات الدول والتأثير فى الانتخابات وانشاء حملات ضخمة على وسائل التواصل الاجتماعى.
وحدث ذلك فى الولايات المتحدة الأمريكية حين اتهمت روسيا بالتأثير فى الانتخابات الرئاسية، حيث قامت مجموعات من الشباب والمختصين فى الأمن السيبرانى فى اختراق مؤسسات أمريكية، فاستطاعت الحصول على معلومات حساسة والتى من خلالها نجحت فى تحقيق أهدافها.
الحروب العسكرية لم تعد ذات جدوى كما كان من ذى قبل، وحتى سباق التسلح واستخدام أسلحة الدمار الشامل لم تعد هى الأخرى كذلك، اذن هل يوجد ما هو أقوى من ذلك؟ نعم انه الهجوم السيبرانى والتنصت على الدول، انه عالم رقمى ذلك والذى أصبح سلاحا ذو حدين انه دمار لاقتصاد الدول.
الأمن السيبراني صناعة دولية لتدمير الدول
ومن هنا برزت أهمية الأمن السيبرانى رغبة من كثير من الدول فى فهمه واستخدامه حماية لمصالحها، وخوفا كذلك مما قد ينتج عن عمليات الاختراق الرقمى تلك والتى قد أدت لكثير من الدول والمؤسسات فى غياهب المجهول، اذن فهو سلاح تعدى السلاح النووى والأسلحة البيولوجية وبمراحل.
من وراء هذا السلاح التدميرى؟ القوى العظمى لا شك، فمن أنتج الداء فهو ذاته من يعرف يقينا ما هو الدواء، ولو تتبعنا بشىء من الحكمة سنجد أن هذة الدول هى ذاتها من أطلقت النار على نفسها، ياضح ذلك فى (2021) عندما حدث الهجوم على مبنى الكابيتول من أنصار الرئيس الأمريكى الأسبق (دونالد ترامب).
وكان ذلك فى الأساس نتيجة لعمليات الاختراق الالكترونى يقف وراءها أفراد ومؤسسات لتحقيق مكاسب معينة، فاهتزت رمز الديمقراطية فى العالم والذى لم يكن يصدقه أحد ولو روى فى قصص أو حكايات، ولولا تدخل وزارة العدل الأمريكية لحسم نتيجة تلك الانتخابات لوقعت كارثة.
وما حدث كذلك من دول بعينها تلك والتى كان لها تأثير على سير الانتخابات الأمريكية فى عام 2021، ولعل من بين تلك الدول روسيا والتى كان لها دورا فعالا فى هذا الصدد بل والتأثير على صنع القرار الأمريكى، ومن هنا جاء الأمن السيبرانى كسلاح تدميرى يفوق الأسلحة الفتاكة.
ما هو الأمن السيبرانى؟ وكيف تتصدى له الدول والحكومات؟ وما هى كلفته على الاقتصاد؟ اذن مقال غاية فى الأهمية ذلك والذى أردنا التطرق اليه نظرا لأهميته القصوى لتأثيره على الاقتصاد، فالدول اليوم تنفق ملايين الدولارات على هذا النوع من (الغزو) ان صح القول.
الهجوم السيبرانى يركز أكثر ما يركز فى التجسس على الوزارات الحيوية والحساسة والتى يمكن أن تشكل خطرا، تلك والتى من بينها وزارات الدفاع والتنصت على الأسرار العسكرية للدول، ذلك والذى من الممكن القول عندها أن ذلك الهجوم قد يقف وراءه دول حيث تعدى الأفراد أو حتى مجموعات معينة.
صراع القوى العظمى
يبدو أن المشهد السياسى قد أصبح قاتما فى المجمل، فالقاء الاتهامات جزافا بين أعتى دول العالم قوة، وكذلك ما نشهده من صراع سياسى دولى على الساحة العالمية لا يبشر أبدا بخير، ولعل ملامح ذلك الصراع قد بدت فى الحرب الروسية الأوكرانية تلك والتى تم التحضير لها من قبل بعقود.
فما يحدث الأن من صراع فى القارة العجوز لم يكن وليد اللحظة، بل تم التحضير له ومنذ سنوات مضت بين قوى غربية تعلم به مسبقا، ولكن أجج لذلك الصراع مع التطور التقنى والرقمى ذلك والذى شهده العالم فى العقود الأخيرة، وتمثل ذلك فى الهجمات السيبرانية والتى يقوم بها أفراد بل ومؤسسات كبرى.
اثارة التوتر
ومن هنا جاءت أهمية الأمن السيبرانى ودور الدول والمؤسسات فى توظيفه كسلاح ذو حدين، اضافة الى الدور الخطير له وذلك من خلال الهجمات السيبرانية والتى لديها من القوة فى تدمير البنى التحتية، يعمل حلف الناتو تحت قيادة الولايات المتحدة على خلق بؤر توتر حول العالم.
يعمل الناتو على ضم دولا أخرى الى الحلف وفتح مكاتب له فى دول عظمى كاليابان كذلك، ما يزيد ويثير من حفيظة دول كروسيا والصين والاصرار على مبدأ (عالم متعدد الأقطاب) وبقوة، هؤلاء والذين لديهم ولع وتطلع شديدين ومنذ عقود الى اللعب بدور فاعل على مسرح السياسة الدولية.
المعسكر الغربى بقيادة الولايات المتحدة يؤمن بأنه مركز صناعة القرار العالمى، يدعمه فى ذلك التأييد المطلق من الاتحاد الأوروبى لأمريكا والتبعية العمياء، ايمانا من منطلق القوة العسكرية والسياسية والاقتصادية تلك والتى تسيطر على العالم برمته، وهذا النظام العالمى قد أسس له منذ عقود.
وفى المقابل ونتيجة للتغيرات المتلاحقة على الساحة العالمية وذلك الصراع على المصالح، كل ذلك قد أدى الى ميلاد قوى أخرى تنادى بالحرية والاستقلال عن القرار الغربى، وتأتى ذلك فى عقد تكتلات وابرام صفقات كان لها صدى عند كثير من الدول والتى كانت لها رغبة فى التغيير.
سلاح التجسس بين القوى الكبرى وبعضها البعض، ذلك والذى يهدف الى ضرب قطاع الاتصالات فى الولايات المتحدة، ذلك والذى تجلى من خلال المنطاد الصينى من خلال الألياف الضوئية تحت الماء، ولم يقف عند هذا الحد فالقرار الأمريكى بحظر تبيق (تيك توك) اعتقادا أنه وسيلة للتجسس.
ومن هنا يأتى دمار الاقتصاد، فمن خلال التشكيك والقاء الاتهامات بين الدول بعضها البعض، وتلك المناوشات وعمليات التحرش العسكرى فى بحر الصين الجنوبى وارسال الولايات المتحدة لبةارج حربية هناك، كل ذلك يصب الزيت على النار وهذا ما الا يريده كثيرون.
فاحتواء دولة كالصين هو أمر ضرورى ماذا والا سيحدث اختلال فى النظام السياسى والاقتصادى والعسكرى العالمى، بل وسيحدث ما لا يحمد عقباه ان أصرت الولايات المتحدة وحلفائها على السير فى هذا النهج العدوانى، بل ويجب عيها كذلك أن تؤمن بأن العالم لن يبقى تحت سيطرة قطب واحد والى الأبد.
الأمن السيبراني وأثره على الاقتصاد
على من تطلق سهام البيت الأبيض؟ ولماذا؟ الصين فى المقام الأول يليها روسيا، الصين وبما تمثله من رمز للتجارة العالمية وذلك الصعود القوى للتنين الصينى، وكذلك الحضور القوى لها على الساحة الدولية وغزوها أسواق العالم متفوقة بذلك على الولايات المتحدة الأمريكية.
وليس هذا فحسب، فالصين وبما تمتلكه من امكانات وثروات طبيعية قد أهلها لصناعات ذات تكلفه أقل، ما زاد الطلب العالمى على المنتجات الصينية نظرا لانخفاض سعرها وان كانت ذات جودة أقل، كل هذا كان له من التأثير القوى والمباشر على اقتصاد كاقتصاد الولايات المتحدة أو اليابان.
فالعالم اليوم لم يعد يلتفت كثيرا الى جودة المنتج وان كان ضروريا، وذلك نظرا لارتفاع مستويات التضخم وارتفاع تكلفة المعيشة، فكان الحضور القوى للصين تجاريا كونها تلبى طلبا يتهافت عليه السواد الأعظم من الناس، شعرت الولايات المتحدة بالخطر المحدق من حولها فبدأت فى التعبئة.
وعلى التوازى والى القوة العسكرية والتفوق النووى ذلك والذى تمثل فى (الدب الروسى) فاكتملت المعادلة، الصين بقوتها الصناعية والتجارية وبما تمتلكه من عوامل القوة الاقتصادية وحضورها القوى فى أسواق أوربا، وكذلك غزوها أسواق الشرق الأوسط وافريقيا وبلا منافس.
يدعمها فى ذلك روسيا والتى تفوقت على أمريكا فى السلاح النووى اذ تمتلك وحده (6000) ألاف رأس نووى، تأتى الولايات المتحدة فى المرتبة الثانية تلك والتى تمتلك ما يعادل (4.500) أى أربعة ألاف ونصف رأس نووى، فاهتزت أركان أعتى القوى العالمية (الامبراطورية الأمريكية).
أخذت أمريكا على عاتقها تعبئة الجهود فى مواجهة ذلك الخطر الداهم، ذلك الخطر والذى تمثل فى الصعود الكارثى لقوى أخرى قد يغير ويزلزل أركان النظام العالمى، ليس هذا وحسب بل هناك أصوات من داخل تلك التكتلات بالتخلى عن الدولار كعملة عالمية واستبالها باليوان والروبل فى المعاملات التجارية.
هل ستنجح الولايات المتحدة فى هذة المهمة؟ يشكك بعض المحللين فى ذلك، ولكن هناك من يؤمن بأن دور الولايات المتحدة كقوة اقتصادية لن ينتهى بهذة السهولة، فأمريكا مجموعة من المصالح الاقتصادية المتشابكة حول العالم، وما أن اهتز (الاقتصاد الأمريكى) الا وكان زلزالا ترك له توابع فى العالم أجمع.
خلاصة
فمن أسس لتلك المشكلة؟ القوى العظمى وهى نفسها من تبحث عن طوق نجاة لها مما يحدث، فتأت أهمية الأمن السيبرانى من كونه أساس لما يحدث من كوارث وأزمات حول العالم، ولكن هل من مخرج؟.
شرفنا بتواجدكم معنا.. تعليقاتكم بناء ونهج نسير عليه