الأزمة الاقتصادية
أسباب الأزمة الاقتصادية
ان وصول تعداد السكان على ظهر الكرة الأرضية لأمر مخيف، خاصة فى ظل الزيادة السكانية المطردة وزيادة أعداد المواليد ونقص الموارد، ان انتشار الأوبئة فى العالم مع مطلع القرن الفائت مثل مرض الطاعون والذى انتشر بين جنود الحملة الفرنسية.
والذى ما كاد أن يختفى الا وظهر الكوليرا مع مطلع الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضى، اقتصاد، فقد عانى الكثير من البشر ويلات وباء الكوليرا والذى بدوره حصد أرواح كثيرة من الناس، مرورا بوباء الحصبة الأسبانية بأوربا والذى أنهى حياة ملايين من البشر.
اقتصاد، ويلات الحروب
لم يكاد لينتهى العالم من الأمراض والأوبئة الا وكان الصراع على الموارد والطمع فى المال والسلطة. ان الهيمنة على العالم فى القرن العشرين كانت شعارا للدول الكبرى على من سوف يتسيد العالم.
والسيطرة على العالم كان من خلال سباق التسلح العسكرى والنووى فى تلك الفترة. فمن كانت قوته تكمن فى القوة العسكرية والنووية، كانت له اليد الطولى فى التحكم والسيطرة على العالم بلا منازع، ان صراع التسلح النووى برغم امكاناته فى التدمير فى مجال الحروب، الا أن الواقع قد أثبت عكس ذلك.
فالقنابل الذرية وتخصيب اليورانيوم وصولا الى انتاج القنبلة النووية كان له تأثيرا سلبيا على الشعوب بل وحل الدمار والخراب، لقد أثبت الواقع بالتجربة أن القوة العسكرية وحدها لا تحقق تقدما. ولكن التقدم العلمى والأبحاث والتجارب، وكذا التقدم الاقتصادى وصناعة الانسان والتنمية هما سلاح أى مجتمع فى مواجهة التحديات.
ان الولايات المتحدة بقدراتها العسكرية الجبارة، وما تمتلكة من قنابل نووية، وكذا خوضا الحروب فى مناطق عدة من دول العالم كحربها فى أفغانستان وفيتنام اليابان وغيرها، كان له أثرا اقتصاديا سيئا على تلك القوة العظمى.
فنتيجة لخوض الولايات المتحدة حروبا مع دول كثيرا وخوضها الحرب العالمية الأولى مع دول الحلفاء ضد دول المحور، اضافة الى الحرب الباردة وحرب النجوم بينها وبين الاتحاد السوفييتى كان له من الأثار الاقتصادية المريرة على الاقتصاد الأمريكى.
قد أثبت الواقع أنه نتيجة لتلك الحروب خسرت الولايات المتحدة ملايين بل تريليونات الدولارات والتى أثرت حتما على الاقتصاد الأمريكى على مدار عقود عدة.
أزمات اقتصادية متلاحقة
ان نشوء الأزمات الاقتصادية العالمية كانت نتيجة طبيعية لنشوب الحروب والصراعات على مر عقود، ان الاقتصاد يحتاج الى استقرار سياسى واستقرار اجتماعى لتوفير مناخ مناسب لنموه.
ولكن كيف يحدث ذلك فى ظل مجتمع ملىء بالحروب والصراعات الأيديولوجية والسياسية، ليس هذا وفقط، بل انتشلر للامراض والأوبئة وحتى امراض ظهرت فى العصر الحديث لم نكن نسمع عنها.
ففى 2008 و 2009 ظهرت امراضا كسارس والانفلونزا القاتلة وانتهاءا بكوفيد19، كل هذة المشاكل والاضرابات كان لها بالغ الأثر فى التأثير على الاقتصاد العالمى.
فنتيجة حتمية لما سبق ذكره حدثت ولعل الأزمات الاقتصادية العالمية الكبرى والتى أثرت على اقصادات العالم أجمع، بدءا من الكساد الاقتصادى العالمى مع نهاية عقد العشرينيات من القرن الماضى، مرورا بالأزمة الاقتصادية العالمية فى 2008 الى منا نحن عليه الأن.
ان العالم قد شاهد شح الامدادات، وأزمات اخرى كسلاسل التوريد العالمية والتى ظهرت الى وجود نقص فى الانتاج العالمى وسوء توزيع للثروة بصفة عامة.
ظهور المجاعات
ان سوء توزيع الثروة فى العالم وعدم وجود عدالة توزيع. حيث كان الثروة تتركز فى أيدى فئة قليلة لا تتعدى 2% من سكان العالم، ولعل من أسباب ذلك هو النظام الرأسمالى وسيطرة فئة قليلة على الحكم والثروة فى العالم أجمع.
فقد كان النظام الرأسمالى وسيطرة الحكومات الاستبدادية على الثروات الطبيعية والمال فى معظم بقاع العالم أثرا سلبيا لم يستشعر العالم خطره الا مؤخرا.
ان هناك أيضا فئات من البشر أصيبت بامراض كالسمنة، وعلى الجانب الأخر هناك أخرين أصيبوا بأمراض أخرى كسوء التغذية ونقص الأدوية واصابتهم بالأمراض اضافة الى الجهل والمرض.
ان ثالوث التخلف يتمثل فى ثلاثة أشياء لا رابع لهما، الفقر، الجهل، المرض، ما ان توفرت هذة الأشياء الثلاثة فى مجتمع، عاد الى الوراء وكان رمزا للتخلف آخذا فى طريقه اقتصاد مشوه ومدمر.
ان ظهور الحروب والنزاعات كان من نتيجته ظهور المجاعات فى بقاع كثيرة من العالم، ولعلنا نتذكر فترة الثمانينيات وظهور المجاعة فى دول نامية كثيرة كالصوما وجنوب السودان ووسط أفريقيا.
فالعالم انشغل فقط بسباق التسلح النووى وركز رأس المال فقط فى بناء جيوش، وترك الأهم من ذلك وهو بناء الاقتصاد والذى هو عصب التنمية وعماد التقدم، ولنضرب مثالا على الدول الفقيرة فى الوطن العربى قياسا الى معدل الفقر العالمى طبقا لتقرير قناة الــــ cnbc عربية حيث احتلت دولا عربية بعينها ترتيبا متأخرا فى التصنيف العالمى
وكانت تلك الدول على الترتيب هى : ـ
- دولة اليمن وتحتل المركز المائة وثلاثة عشر 113 عالميا.
- دولة السودان وتحتل المركز الثانى عشر عالميا 112 عالميا.
- دولة سوريا وتحتل المركز المائة واثنين 102 عالميا.
- المملكة الأردنية الهاشمية وتحتل المركز الاثنين والستون 62 عالميا.
- جمهورية مصر العربية وتحتل المركز الستون عالميا 60 عالميا.
خلاصة
الأزمة الاقتصادية، فالاقتصاد لا ينمو الا فى مناخ مستقر، ولطالما وجدت المجاعات والصراعات المسلحة والحروب، خلفت التخلف والجهل والمرض والأزمات الاقتصادية والتى نكاد لا تنتهى.
شرفنا بتواجدكم معنا.. تعليقاتكم بناء ونهج نسير عليه