انخفاض سعر الدولار
انخفاض سعر الدولار، المقصود به هو الانهيار التدريجى لقيمة الدولار كعملة عالمية نتيجة لتقليل الاعتماد عليها، ويرجع ذلك الى عوامل كثيرة عدة تلك والتى كانت سببا فى الانهيارات المتكررة للدولار الأمريكى كقيمة. سنتعرف فى السطور القليلة القادمة على أهم الارهاصات والتى تؤشر الى التخلى عن تلك العملة العالمية.
حديثنا اليوم ليس عن سعر الدولار بقدر تناول ذلك الموضوع من وجهة مختلفة نوعا ما، فلن نتحدث عن عن قيمة الدولار ارتفاعا أو انخفاضا وكما يتوقع البعض. الحديث اليوم سيكون منصبا عن أهم العوامل الرئيسية والتى أدت الى انخفاض سعر الدولار فى السوق، الى جانب الانهيارات المتكررة له خاصة فى هذة افترة.
سبب انخفاض سعر الدولار
ان المسلسل المتكرر لانخفاض سعر الدولار لم يأت من فراغ، ولابد من وجود أشياء أخرى خفية من الممكن أن تؤدى الى امكانية تلاشى الدولار. لا أحد ينكر قوة الدولار كونه نابع من أكبر اقتصاد فى العالم وهو الاقتصاد الأمريكى، حيث يمكن للباحث أن يلاحظ التطور التاريخى لهذة العملة والتى بدأت صغيرة فى الأساس.
على حافة تغيير اقتصادى مرتقب، هل أصبح العالم على حافة حرب باردة جديدة؟
التعافى الاقتصادى لن يأت الا من خلال البحث عن حلول، ولم ولن تأت تلك الحلول من خلال سيطرة الدولار على مفاصل الاقتصاد. تأتى تصريحات قمة دول البريكس فى اطار الاجتماعات حول سيل تحسين الاقتصاد العالمى، ان ضعف النمو قد يكون مؤداه الهيمنة الكاملة والسيطرة من جانب القوى الكبرى، تلك والتى كانت احدى أسباب ارتفاع مستويات التضخم.
توقعات سعر الدولار 2023
ان سيطرة الرأسمالية وبقاء النفوذ فى أيدى قلة فليلة، قد أدى الى حدوث خلل فى بنية الاقتصاد. ان تغير أركان النظام العالمى وذلك من حيث القرارات المصيرية والتى بدأت فى اتخاذها مجموعة بريكس، كان لها صدى كبير حول العالم بالتأكيد، فقد اتهمت دول المجموعة الولايات المتحدة بمحاربة الدول المشاركة.
تتجلى مظاهر هذا الاضطهاد فى وضع قيود على المتبادلات التجارية من جانب الولايات المتحدة وهذة الدول، الى جانب فرض الضرائب الجمركية وحظر استيراد سلع ومنتجات كثيرة. ان اتباع سياسة العقوبات قد بات يلوح فى الأفق، فسلاح العقوبات الاقتصادية من جانب أمريكا والغرب يبدو وأنه بات أخر ما فى جعبتهم.
انخفاض سعر الدولار عالميا
فيما يبدو كذلك أن انخفاض سعر الدولار كانت له أسباب أخرى، تلك والتى ما بدأت أن تتكسف شيئا فشيئا. تسعى دول المجموعة والمكونة من الصين والهند وروسيا والبرازيل وجنوب افريقيا الى توسيع دائرة الاتحاد، ليضم بعد ذلك دولا أخرى وأسواقا ناشئة كذلك، تلك والتى من بينها المملكة العربية السعودية، مصر، الجزائر، ايران.. الخ.
تسعى مجموعة البريكس الى توسيع دائرة التبادل الاقتصادى والتعاون مع دول العالم الثالث، وذلك فى اطار توسيع حجم التعاون الاقتصادى بين هذة الدول الكبرى والاقتصادات الناشئة. يبدو أن تعظيم المبادلات التجارية وتوسيع أفاق التعاون بين هذة البلدان هو عنوان المرحلة، وذلك من خلال البدء فى التخلى التدريجى عن الدولار واعتماد عملة موحدة.
أسباب انخفاض سعر الدولار في السوق السوداء
من المرجح أن يكون انخفاض سعر الدولار الأن هو نتاج أحد هذة التغيرات، ولا أحد يلقى باللوم على التضخم ومخاطر الركود الحادثة، صحيح أن التغيرات الجيوسياسية وانتشار الأوبئة خلال السنوات الأخيرة، فقد كان له دورا فعالا فى هذا الصدد، الا أن الارادة القوية من جانب قوى ناشئة كانت لها الكلمة العليا. تتهم بعضا من هذة الدول الغرب بافتعال الأزمات الاقتصادية حول العالم.
وقد يكون وفق استراتيجية مخطط لها، استراتيجية افتعال الأزمات السياسية والاقتصادية لبقاء هذة القوى وحدها على الساحة. من الممكن أن يكون الصراع السياسى هدفه فى النهاية صراعا اقتصاديا يحقق مصالح دول كبرى معينة، هذة الدول تسعى الى كسر شوكة كل من يجول بخاطرة تحقيق نموا اقتصاديا أيا كان.
توقعات سعر الدولار 2024
ان ألية توحيد العملة تعد فكرة جديدة لازالة سيطرة الدولار والهيمنة الأمريكية، هذة الفكرة والتى بدأ العمل من أجلها فى محاولات جاهدة للانفصال عن الاقتصاد الأمريكى، فهل ستحقق قمة البريكس آمال الدول الفقيرة فى سد فجوتها الغذائية. تسعى قمة المجموعة والتى من بين أهدافها تحقيق التكامل الاقتصادى فيما بينها وبين هذة الدول، تلك والتى منها سد الفجوة الحاصلة فى سلع كثيرة.
هل ستحقق هذة الاقتصادات الناشئة التكامل فيما بينها أم لا؟
فالعمل على تذليل العقوبات فيما بينها، وكذلك التطوير فى سلاسل الامداد، والبدء كذلك فى ازالة أية عقبات من شأنها أن تقف حجرة عثرة فى طريقها هو هدف رئيس لهذة الدول. هل يتحقق الحلم؟. ان كل هذة التغيرات على الساحة العالمية قد تأذن ببداية حرب باردة جديدة، حيث لا يوجد معايير لمدى نجاح هذة الدول فى تحقيق مثل هذة الطموحات والتى لا حدود لها.
ولكن وعللا الرغم من ذلك، الا أن سقف هذا الطموح ليس له حد. اتخذت دول مجموعة بريكس قرارا ولا رجعة فيه، قرارا بالبدء فى تحقيق الاستقلالية المالية الاقتصادية بعيدا عن الغرب، ذلك والذى من شأنه أن يثير التكهنات فى ذات الوقت عن مدى جدوى هذة التغيرات والبدء فى اعتماد عملة موحدة.
خلاصة
تسعى دول بريكس الى هدفا أسمى وهو القضاء على عالم القطب الواحد، عالم يسيطر عليه دولا مسيطرة على مفاصل الاقتصاد العالمى، ذلك والذى من شأنه أن يأذن كذلك الى البدء فى الدخول الى صراعات أخرى. ان انخفاض سعر الدولار لم يكن هو النهاية بل بداية لمرحلة جديدة، بل يبدو أن الوضع سيؤول الى ما هو أكبر من ذلك. وهل سيجدى سلاح العقوبات والذى سيفرضه الغرب أم لا.
شرفنا بتواجدكم معنا.. تعليقاتكم بناء ونهج نسير عليه